بالقرب من العابثين ... ويطيب لك حديث البطاطين، تنام عن الصلوات، وتتساهل بالواجبات، وتكثر من السفر للخارج، وتبالغ في الرحلات، - وكم نظرت إليك بأسى ورحمة وأنت تتسكع في الشوارع وتتخذ لك من الطرقات مجلسًا .. ومن الخطوط الدائرية مربعًا تقضي بها الساعات الطوال .. لا أنت في شغل من الدنيا فتحمد، ولا أنت في عملٍ للآخرة فتُغبط، تؤذي هذا، وتزعج ذاك، وتعتدي على حرمات ثالث، ثم تعود في الهزيع الأخير من الليل .. وقد حملت نفسك من الأوزار ما تنوء به .. وربما رجعت وأنت على خلاف وبغض مع أقرب الأصحاب إليك .. ، فإذا البيت الملتزم والصابر على لأوائك وسفهك ينتظرك بالكلمات الغاضبة نصحًا لك وشفقة عليك .. وربما أصابتك دعوة من أحد والديك .. وافقت ساعة استجابة فكانت سببًا لشقوتك إلى يوم الدين .. وهل تلوم الوالدين إذا فعلا معك المستحيل ثم لم يبق كما من سلاح إلا الدعاء .. فاظفر منهما بالدعاء الجميل قبل أن يسخطا عليك ويرسلا عليك سياط العذاب عبر الدعاء .. ودعاء الوالدين لا حجاب بينه وبين السماء؟
أيها الشاب والشابة، وكم من مؤلم لكما وللأمة من ورائكما أن تضيعا أوقاتكما بمشاهدة الأفلام الساقطة، والمسلسلات الهابطة، وتُديما النظر في الصور الخليعة، وتتخذا من المجلات الهابطة وسيلةً لتزجية الفراغ، وتتيحا لأسماعكما سماع الخنا والغناء والقول الساقط وكلام الزور، ويتعاظم الخطب إن بلغت بك هذه الوسائل المنحرفة مبلغها، فأردتك صريع الشهوة، فتجاسرت على حدود الله، واستحللت ما حرم الله من الزنا واللواط، وانتهكت محارم الآخرين، وأنت لا ترضى ذلك لأمك وأختك، ولا ترضينه لأبيك وأخيك إن كان بكما غيرة وشهامة وكذلك أظنكما؟
فإن تطور الأمر إلى تعاطي المخدرات وشرب المسكرات فتلك الطامة