للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أحمد بسنده أن كعب الأحبار قال: إن من حسن العمل سُبْحة الحديث، ومن شر العمل التحذيف، قيل لعبد الله (أحد الرواة): ما سبحة الحديث؟ قال: سبحان الله وبحمده في خلال الحديث، قيل: فما التحذيف؟ قال: يصبح الناس بخير، فيسألون فيزعمون أنهم بشرٍ (١).

٢ - ومما ينافي الصبر: شق الشباب عند المصيبة، ولطم الوجه، والضرب بإحدى اليدين على الأخرى، وحلق الشعر، والدعاء بالويل، وكل ما نهى عنه المصطفى صلى الله عليه وسلم، أما بكاء العين، وحزن القلب دون تسخط فتلك رحمة جعلها الله في قلوب العباد، ولا ينافي الصبر، قال تعالى عن يعقوب عليه السلام: {وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ} (٢) قالت قتادة: كظيمٌ على الحزن، فلم يقل إلا خيرًا (٣).

وقال صلى الله عليه وسلم: «تدمع العين، ويحزن القلب، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، والله إنَّا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون» (٤).

٣ - ومما يقدح في الصبر إظهار المصيبة والتحدث بها، وكتمانها رأس الصبر، وقد روي: (من البر كتمان المصائب والأمراض والصدقة) (٥) وقيل: لما نزل في إحدى عيني عطاء الماء مكث عشرين سنة لا يعلم به أهله حتى جاء ابنه يومًا من قبل عينيه فعلم أن الشيخ قد أصُيب.

وقال مغيرة: شكا الأحنف إلى عمه وجع ضرسه، فكرر ذلك عليه، فقال: ما


(١) المصدر السابق/ ٤١٩.
(٢) سورة يوسف، الآية: ٨٤.
(٣) المصدر السابق/ ٤١٩.
(٤) رواه أحمد وسلم وأبو داود، صحيح الجامع ٣/ ٣٧ - ٣٨.
(٥) في إسناده صدوق كثير الأوهام.

<<  <  ج: ص:  >  >>