للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(إن الناس إذا رأوا المنكر ولا يغيرونه أوشك أن يعمهم الله بعقاب) (١).

أمة الإسلام، وإذا كان هذا على المستوى الفردي، فإن جهاد الكلمة ومسؤوليتها على مستوى المجتمع والأمة لا يقل أثرًا وخطرًا. ولو قدر للأمم الكافرة أن تتوارى عن التوجيه للرأي العام، نظرًا لغضب الرب عليها، أو ضلالها، أو حلول اللعنة عليها، أو قتلها لأنبيائها، أو تلبيس بالخطيئة المزعومة، وتحريف معتقداتها، وتشويهها للكتب السماوية المنزلة عليها ... أقول: لو قدِّر هذا، والواقع يشهد بخلافه ... فإن الواجب على أمة الإسلام أن تنبري للمهمة، معتزةً بسلامة المنهج، وصفاء المعتقد، وخيرَّته الرسالة والمرسَل .. ومن عجبٍ أن تتوارى كلمة أمة، تلك بعض سماتها، وتمسك بزمام القيادة أُمم، تلك بعض هناتها، وتظل الأسئلة حائرة تنتظر الجواب .. أين كلمة الإسلام الحق في المحافل الدولية؟ وأين سيطرة المسلمين على وسائل الإعلام؟ ووكالات الأنباء العالمية؟ أين التميز والأصالة في إعلام المسلمين؟ وهي منابر لنقل الكلمة الطيبة، وأسلوب فاعل من أساليب الدعوة. تُرى أيصح أن يتشبث الآخرون بهويتهم، وإن كانت مزورةً .. ويتراجع المسلمون وهم أصحاب الرسالة الحقة؟

أيها المسلم والمسلمة، وإذا تسارعت الفتن في الأمة، فينبغي أن يسرع الإنسان- بقدرها- إلى إمساك لسانه، فلا يقول إلا خيرًا، ولا يتحدث إلا بعلم، ولا يكفر مسلمًا، ولا يبدع أو يضلل مصلحًا، ولا يخطئ عالمًا صادقًا، جهلاً منه أو تسرعًا، وعليه أن يسعى في جمع كلمة المسلمين، ويحذر فرقتها، وأن يتثبت في الأمور قبل أن يصدر حكمًا عليها .. وأن يعي جيدًا قول


(١) كلا الحديثين وردا بسند صحيح (صحيح الجامع ٢/ ١٧١، ١٧٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>