للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحينها أجاب (لاكوست) وزير المستعمرات الفرنسي بقوله: وماذا أصنع إذا كان القرآن أقوى من فرنسا؟ (١).

أيها المسلمون، وينبغي أن تسري عظمة القرآن في نفوسنا، وأن تلين له جلودنا، بعد أن تخشع له قلوبنا، تلكم هداية القرآن: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} (٢). والقرآن يهدي لأقوم الطرق وأوضح السبل: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يِهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} (٣).

يقول علي، رضي الله عنه في وصف القرآن: (اعلموا أن هذا القرآن هو الناصح الذي لا يغش، والهادي الذي لا يضل، والمحدِّث الذي لا يكذب، وما جالس هذا القرآن أحدٌ إلا قام عنه بزيادة أو نقصان، زيادة في هدى ونقصان من عمى، واعلموا أنه ليس على أحدٍ بعد القرآن من فاقة، ولا لأحد بعد القرآن من غنى، فاستشفوا به من أدوائكم، واستيعنوا به على لأوائكم، فإن فيه الشفاء من أكبر الداء وهو الكفر والنفاق، والغي والضلال، واعلموا أنه شافعٌ ومشَفعٌ، وقائلٌ ومصدَّق، وإنه من شفع له القرآن يوم القيامة شُفِّع فيه، فإنه ينادي منادي يوم القيامة: ألا إن كل حارث مبتلى في حرثه وعاقبة عمله، غير حرثة القرآن، فكونوا من حرثته وأتباعه، واستدلوا على ربكم، واستنصحوه على أنفسكم، واتهموا عليه آراءكم، واستغشوا فيه أهواءكم) (٤).


(١) قادة الغرب يقولون ... جلال العالم/ ٥٠، ٥١.
(٢) سورة الزمر، الآية: ٢٣.
(٣) سورة الإسراء، الآية: ٩.
(٤) عن مقدمة كتاب أحكام القرآن، الكيا الهراس ١/ ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>