أيها المعلم تحفظ في الكلمة تلقيها .. واختر في الحديث مع هؤلاء بخاصة ومع غيرهم بعامة أطيب الكلام .. فللكلمة الطيبة وقعُها في الآذان أولًا وفي القلوب ثانيًا، ويكفيك أن الكلمةَ الطيبة صدقة. ولا تقنط أو تيأس من هداية هؤلاء .. ولا يرد إلى مخيلتك أن الشرَّ دائمًا مصاحبٌ لهؤلاء .. وقدِّر موقعك ولربما تأثروا بك أكثر من غيرك وحين تتحدث عن دور المعلم مع الطلاب فالحديث عن المدير والوكيل والمرشدِ الطلابي من باب أولى.
أيها الأئمة والخطباء أنتم عليكم كفلٌ من المسؤولية بالتوجيه والنصح والزيارة والهدية .. والموعظة بالحسنى، وعدم الاكتفاء باللوم والتقريع والاستهزاء .. وكم هو جميلٌ أيها الإمام أن تستعين بعدد من الأخيار المجربين للذهاب لهؤلاء الشباب ومناصحتهم والتعرف على مشكلاتهم وحوائجهم ودعوتهم للمسجد .. وإذا نجحت في ذلك بدأت تباشيرُ السعادة على محياهم وما أسرع ما تتغير سلوكياتُهم.
- أما أنتم معاشر الشباب الملتزم فكم أنتم غائبون عن هؤلاء .. وسائلو أنفسكم ماذا قدمتم لهم .. وكم يستغرق الاهتمام بهم من أوقاتكم؟ إنهم إخوانُكم وجِيرانكم، ولهم عليكم حقُّ النصح، وأنتم مسؤولون عن حسنِ دعوتهم، ولابد من الصبر على ما يصيبَكم من أذاهم، إنكم قد تستلذون الجلوسَ إلى العلماء في دروسهم ومحاضراتهم، وترتاحون للجلوس مع بعضكم وترون الوقتَ غاليًا فلابد من حفظه بحفظ كتابِ الله، أو القراءة في كتب العلم النافعة، أو الاستماع لأشرطة مفيدة .. وكل ذلك أمرٌ طيب، لا تثريب عليكم فيه .. ولكن قدروا فيما علمكم الله .. وفيما هداكم الله .. حقًا للسائل والمحروم .. ومن شكرِ الله على نعمةِ الهداية التي أنعم بها عليكم أن تدعوا