هؤلاء .. وترغبوهم في الخير، وتحذروهم من عواقب الشرِّ والفساد، والطرق المناسبة والوسائل المفيدة.
أيها المسلمون لا يعفي ذلك كلُّه بحال رجالات الأمنِ من مسؤوليةِ المتابعة لهذه الفئة من الشباب، وكان اللهُ في عون العيون الساهرة وهي تراقب وتتابع، ويُباح لها ما لا يُباح لغيرها ويتخوف منها الشباب أكثر من غيرها .. فهل يقدر رجالات الأمن دورهم ويستشعرون مسؤوليتهم في الحفاظ على أمنِ المجتمع، وردع المعتدي وتأديب المخالف ومطاردة المجرم، وكشف ما في الزوايا المظلمة ومراقبةِ التجمعات المشبوهة، والوعي بمخاطر المخدرات والمسكرات والأفلام الخبيثة ... وإن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.
أخي رجلَ الأمن إياك أن تبقى متفرجًا على انحراف الشباب وتجمعاتهم دون مراقبة ومتابعة وتقدير للمخاطر المستقبلية، وإذا نُصحت بأن لا تكون فظًا غليظًا في المعاملة، فإياك أن تغلبك العاطفةُ وترضى بالاعتذار الخادع، وقدِّر سعةَ انتشار الداء إذا لم تسارع بالحزم في اختيار الدواء .. ولا تنسي أنك عضو في هذا المجتمع مسؤول عن وقايته حتى وإن كنت لحظة رؤياك الانحرافَ مدنيًا، رعاك اللهُ وسددك ونفع بك وآجرك على قدر إخلاصك ومتابعتك.
رجالات الهيئة الأعزاء مهمتُكم لا تقف عند حدود النهي عن المنكر، فهذا على أهميته جزءٌ من رسالتكم، ولكن الجزءَ الآخر يتمثل في الأمر بالمعروف والدعوة للخير .. وما أروع الرسالةَ حين تلحظ تجمعًا مشبوهًا للشباب فتصطحبهم للهيئة وتحدثهم برفق، وتثير فيهم كوامن الخير، وتذكرهم بقيمة أسرهم في المجتمع، وعظيم الفضيحة لهم ولأهليهم إذا وقع منهم المكروه .. وتشعرهم بقربهم منك وعطفك عليهم، ثم تختم ذلك بإهدائهم شريطًا موجهًا أو كتيبًا نافعًا، أو مطوية مفيدة مختصرة.