للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (١).

وفي فترات ضعف الأمة تتبدل المفاهيم، وتنتكس الأحوال ولربما أصبح العدو صديقًا، والصديق عدوًا.

ولكن ذلك لا يؤثر على حقائق القرآن، ولا يغير سلوكيات أهل الإيمان، ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم.

إنها قافلة محمد صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه، تتجدد ما بقي القرآن حيًّا في قلوب الأجيال تردد {مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ} (٢).

يا أخا الإيمان كُن من دعاة الخير يُحبك الله، فإن لم تستطع فأحب الخير حيث يحبه الله .. وكن من أهل الخير فهم أولياء الله وأحباؤه فإن لم تستطع اللحاق بهم، فأحبهم وتمنَّ اللحاق بهم يحبك الله ويعينك .. فالمرءُ مع من أحب .. والرجل يحب القوم ولما يلحق بهم فهو معهم .. فضلًا من الله ورحمة، ليكن حبُّك لله وفي الله، وفق شرع الله وإياك أن تكون محبتك حيث يُحبُّ دهماءُ الناس فمن يحبون أو يبغضون وفقًا للأهواء والشهوات ليس إلا.

يا أخا الإيمان وإذا أردت أن تعلم درجة حبك لله فعد لهذه الأسباب العشرة التي ذكرها العلماء .. وانظر في نفسك ومدى قربك أو بعدك منها، وسدد ما فاتك منها .. فلا أراني وإياك إلا في أشدِّ الحاجة إليها في اليوم قبل الغد


(١) سورة المائدة، آية: ٥٤.
(٢) الفتح ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>