للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - أبو الحسين الخياط (٢٩٠هـ) ".٤ - أبو القاسم البلخي الكلبي (٣٢٩هـ) " (١).ثم جاء متأخرو المعتزلة كعبدالجبار الهمذاني (٤١٥هـ) " وغيره، ولا شك أن هاتين المدرستين، ومن جاء بعدهما، كل ذلك كان له دور في نشر مذهب المعتزلة، ومنه قولهم في القدر (٢).٥ - جاءت الدولة الأموية فكان موقف الخلفاء من القدرية والمعتزلة هو موقف المخالف، ولذا كانوا يتسترون بأقوالهم وآرائهم، خاصة أن شيوخهم السابقين كمعبد الجهني، وغيلان الدمشقي، قد قتلوا على يد خلفاء بني أمية (٣) إلا أن بعض خلفاء بني أمية قال بالقدر كيزيد بن الوليد بن عبدالملك بن مروان (١٢٦هـ) " الذي نصر المعتزلة بعد أن نصروه، وكان خروج يزيد بن الوليد بدمشق مع شائعة من المعتزلة وغيرهم على الوليد بن يزيد لما ظهر من فسقه، وشمل الناس من جوره (٤)، ولهذا تجد المعتزلة يفضلون يزيد بن الوليد على عمر بن عبدالعزيز – رحمه الله – يقول المسعودي: "والمعتزلة تفضل في الديانة يزيد بن الوليد على عمر بن عبدالعزيز لما ذكرناه من الديانة" (٥)، ولعل عدم ميل المعتزلة لعمر بن عبدالعزيز لأنه سار على منهج السلف الصالح، ولأنه ناقش بعض القدرية، وهم بقتل بعضهم (٦).ويروي بعضهم أن يزيد بن الوليد قد دعا الناس إلى القدر، وحملهم عليه، "قال الشافعي – رضي الله عنه –: ولي يزيد بن الوليد – وكان قدريا – فدعا الناس إلى القدر، وحملهم عليه، وبايع لأخيه إبراهيم بن الوليد بالعهد، ومن بعده لعبدالعزيز بن الحجاج بن عبدالملك، حمله على ذلك أصحابه القدرية لمرض أصابه" (٧)، ويقول الطبري عن الوليد: "وقيل إنه كان قدريا" (٨).٦ - ثم جاءت الخلافة العباسية، فكان من خلفائهم من لم يرض عنه المعتزلة كأبي جعفر المنصور (٩)، وهارون الرشيد الذي منع الجدل في الدين، وحبس أهل علم الكلام (١٠)، والذي كان يكره الاعتزال والمعتزلة (١١).


(١) انظر: ((مذاهب الإسلاميين)): عبدالرحمن بدوي (١/ ٤٤ - ٤٦) – ط الأولى ١٩٧١هـ.
(٢) انظر: ((فجر الإسلام)):أحمد أمين (٢٩٩)، وانظر بالتفصيل عن هاتين المدرستين ((ضحى الإسلام)): أحمد أمين (٣/ ٩٦) وما بعدها الطبعة العاشرة.
(٣) انظر: ((ضحى الإسلام)) (٣/ ٨١)، وانظر مناقشة هشام بن عبدالملك لغيلان الدمشقي في ((تاريخ الطبري)) (٧/ ٢٠٣)، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم – ط دار المعارف بمصر.
(٤) يقول الطبري عن يزيد بن الوليد "وقيل: إنه كان قدريا" (٧/ ٢٩٨)، وانظر ((الكامل)) (٥/ ٣٠٨، ٣١٠) وانظر ((مروج الذهب)) (٣/ ٢٣٩) – تحقيق محمد محي الدين عبدالحميد – ط الرابعة ١٣٨٤هـ، أما فسق الوليد بن يزيد فهو مشهور انظر ((تاريخ الطبري)) (٧/ ٢٥٢)، وما بعدها، و ((الكامل)) لابن الأثير (٥/ ٢٨٩) – ط دار بيروت – دار صادر ١٣٨٥هـ.
(٥) ((مروج الذهب)) (٣/ ٢٣٩).
(٦) انظر: ((ضحى الإسلام)) (٣/ ٨٢).
(٧) ((سمط النجوم العوالي))، تاليف: عبدالملك بن حسين العصامي المالكي (٣/ ٢٢٢) – الطبعة السلفية – القاهرة.
(٨) ((تاريخ الطبري)) (٧/ ٢٩٨) – تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم – الطبعة الثانية – دار المعارف بمصر.
(٩) انظر ((ضحى الإسلام)) (٣/ ٨٣).
(١٠) انظر: ((المنية والأمل)) (ص٣١ - ٣٢).
(١١) انظر: ((ضحى الإسلام)) (٣/ ٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>