للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللأعراض صفات منها ما يلي: ١ - الأعراض فانية، لأنه لا بقاء للأجسام (١).٢ - الأعراض لا ترى بالعين، لأن الإنسان محال أن يرى منها إلا الألوان والألوان عند النظام أجسام لطاف (٢). كذلك محال أن تدرك الأعراض بالحواس الباقية؛ لأنها حركات، والحركات ليست أجساما، ولا يدرك بالحواس إلا الأجسام (٣).٣ - سميت الأعراض أعراضا، لأنها تعترض في الأجسام وتقوم فيها، وأنكر أن يكون العرض لا في مكان أو أن يحدث عرض لا في جسم (٤).٤ - الأعراض لا تتضاد، وإنما التضاد يكون بين الأجسام كالحرارة والبرودة (٥).٥ - الأعراض جنس واحد؛ لأنها جميعا حركات (٦).٦ - يجوز أن يقدر الله عباده على فعل الأعراض، فأما الألوان والحرارة والبرودة والأصوات، فإنه أحال أن يقدر عباده عليها، لأنها أجسام عنده، وليس بجائز أن يقدر الله الخلق إلا على الحركات (٧).

الفرقة الخامسة: الثمامية: أتباع أبي معن ثمامة بن أشرس النميري، وكان من مواليهم لا من نسبهم، وهو زعيم القدرية في أيام المأمون والمعتصم والواثق، توفي سنة (٢١٣هـ)، وذكره ابن المرتضي في أوائل من ذكر من رجال الطبقة السابعة. يقول الأسفراييني: إن هذا المبتدع يظهر البدعة ويخفي الإلحاد (٨).

وقد انفرد عن أصحابه بأمور، منها: الأولى: بالغ في الوعيد، فجعل من مات من المسلمين مصرا على كبيرة واحدة مخلدا في النار مع فرعون وأبي لهب، وكان المعتزلة قبله يرون أنه يخفف عنه العذاب (٩).

الثانية: لا فعل للإنسان إلا الإرادة، وما عداها فهو حدث لا محدث له، وحكي عنه أنه قال: العالم فعل الله تعالى بطبعه، أي أن الكون نتيجة قوة طبيعة كامنة في الله سبحانه وتعالى، وليس نتيجة مشيئته واختياره. ويرى الشهرستاني: أن ثمامة أراد بذلك ما أرادته الفلاسفة الطبيعيون من الإيجاد بالذات دون الإيجاد على مقتضى الإرادة (١٠).الثالثة: أن من لم يعرف الله سبحانه وتعالى ضرورة ليس عليه أمر ولا نهي، وأن الله خلقه للسخرة والاعتبار، لا التكليف كما خلق البهائم لذلك، ثم ركب على هذا فقال: عوام الدهرية والزنادقة في الآخرة لا يكونون في جنة ولا نار، بل إن الله يجعلهم ترابا (١١).الرابعة: قوله: إن الأفعال المتولدة لا فاعل لها. وهذا يؤدي إلى القول بنفي الصانع، إذ لو جاز أن يكون فعل بلا فاعل لجاز أن يكون كل فعل بلا فاعل كما لو جاز أن تكون كتابة بلا كاتب جاز أن تكون كل كتابة بلا كاتب (١٢).الخامسة: قوله: إن دار الإسلام دار شرك، ويحرم السبي لأن المسبي – عنده – ما عصى ربه إذ لم يعرفه، وإنما العاصي – عنده – من عرف ربه بالضرورة ثم جحده أو عصاه (١٣).

الفرقة السادسة:


(١) ((المقالات)) (٢/ ٤٤).
(٢) ((المقالات)) (٢/ ٤٧).
(٣) ((المقالات)) (٢/ ٦٦).
(٤) ((المقالات)) (٢/ ٥٣).
(٥) ((المقالات)) (٢/ ٥٨).
(٦) ((الفرق بين الفرق)) (١٣٨).
(٧) ((المقالات)) (٢/ ٦٠).
(٨) ((التبصير في أمور الدين)) (٧٤)، ((الفرق بين الفرق)) (١٧٢).
(٩) ((المعتزلة)) (١٢٩).
(١٠) ((الملل والنحل)) (١/ ٦٩)، ((المعتزلة)) (١٣٠).
(١١) ((التبصير في أمور الدين)) (٧٤).
(١٢) ((الملل والنحل)) (١/ ٦٩)، ((التبصير في أمور الدين)) (٧٤).
(١٣) ((الفرق بين الفرق)) (١٧٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>