للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما الزعم بأن الأفغاني كان مخدوعاً بمبادئ الماسونية "الحرية، المساواة، الإخاء" ولم يعرف حقيقتها وصلتها بالصهيونية لأن بروتوكولات حكماء صهيون لم تنشر إلا بعد وفاته فإنه زعم باطل. ذلكم أن من الصحف من قامت بكشف حقيقة الماسونية آنذاك فقد تصدت جريدة (البشير الجزويتية) الصادرة في بيروت للماسونية ولم تغفل عن مهاجمتها وكشف أسرارها دواماً" (١).وقد تصدت لهذه الجريدة صحف مصرية ماسونية مثل (اللطائف) و (المقتطف) و (البيان) و (الفلاح) و (النصوح) و (المقطم) بردود كثيرة ودفاع عن الماسونية ومبادئها (٢) مما ثبت وقوع مناقشات حادة في الصحف عن الماسونية وهذا يدعو إلى التأكد من صحة أهدافها قبل الانضمام إليها من كل شخص فكيف بمن يريد الإصلاح وينتسب إليه. فإن زعموا أن السيد لم يقرأ هذه الصحف أو لم تصل إليه أعدادها سلمنا – جدلا – وقلنا صدر من الكتب سنة ١٨٩١م أي قبل وفاة الأفغاني بست سنوات كتاب (الحقيقة الإسرائيلية) وجاء فيه "الروح الماسونية هي نفسها الروح اليهودية لا اختلاف في معتقداتها الأساسية فآراؤها متماثلة" (٣) وقبل وفاة الأفغاني بإحدى وثلاثين سنة أي في سنة ١٨٦٦م صدر كتاب (السر المكنون في شيعة الفرماسون) أو (ماهية الفرماسونية على ما يشهد به أهلها وتدل عليه قوانينها وتنبئ به أعمالها) صدر في بيروت وطبع كتاب مثله بالفرنسية في السنة ذاتها وهي لغة يجيدها الأفغاني، وفي سنة ١٨٨٥م طبع كتاب (شيعة الماسونيين) بمطبعة الآباء المرسلين اليسوعيين وفي سنتي ١٨٨٤ - ١٨٨٥م نشر كتاب (الأدلة القاطعة على شرف الرهبانية اليسوعية وبيان كنه الشيعة الماسونية) في جزءين بمطبعة الآباء اليسوعيين (٤) وفي سنة ١٨٨٥م صدر كتاب (شيعة المسونيين) بلا ألف بعد الميم هو مجموع المقالات التي نشرتها البشير عن الماسونية (٥).فإن زعموا أنه لم يقرأ هذا ولا ذاك سلمنا – جدلا – وقلنا ليس في وجود أعضاء في الماسونية يسعون لهدم أركان الدين وتشتيت الفضيلة ما يثير شكوكه في أهداف الماسونية فيحذرها فقد اعترف أحد الماسونيين وهو جورجي زيدان بوجود هؤلاء الأعضاء في المحافل الماسونية حيث يقول "فقد اتهم رجال الدين الماسونية بالكفر وأنها إنما تسعى لهدم أركان الدين وتشتيت الفضيلة، أما نحن فمع إجلالنا لهذه الجمعية عن هذه التهمة ومع يقيننا أنها براء منها لا يسعنا الإنكار أن بين أعضائها أفرادا قليلين ربما تصح عليها تلك التهمة" (٦).

فإن زعموا أن هذا كله لا تقوم به حجة ولا يستقيم به برهان – سلمنا جدلا – وقلنا خذوا القاضية القاصمة. أي شيء أراد الأستاذ محمد المخزومي تلميذ الأفغاني أن يخفيه عنه حين قال" أما انخراط جمال الدين في الماسونية .. فنختصره على قدر ما تسمح به الطريقة الماسونية" (٧).


(١) ((الصحافة المصرية وموقفها من الاحتلال الإنجليزي)) سامي عزيز (ص ٣٠٩).
(٢) ((الصحافة المصرية وموقفها من الاحتلال الإنجليزي)) سامي عزيز (ص ٣٠٨ - ٣١٨).
(٣) ((الماسونية)) أحمد عبدالغفور عطار (ص ٦٠).
(٤) انظر كتاب ((السر المصون في شيعة الفرماسون)) للأب لويس شيخو (ص ٢٠٢).
(٥) ((الماسونية بلا قناع)) أبو صادق (ص: ٢٣٤).
(٦) ((الصحافة المصرية وموقفها من الاحتلال الإنجليزي)) سامي عزيز (ص ٣٠٨) عن ((تاريخ الماسونية)) جورجي زيدان (ص: ٢٥١ - ٢٥٣).
(٧) ((خاطرات جمال الدين الأفغاني)) محمد المخزومي (ص ١٧ - ١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>