للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا الخوارج بتعريف عام: "كل من خرج على الإمام وعلى الجماعة المسلمة بالسيف للدعاء إلى معتقده وكان خروجه نابعا من مخالفة الأصول في الشريعة" فهذا التعريف أقرب لتعريف الخوارج كفرقة من الفرق، أما من خرج لغير ذلك مما تقدم فيطلق عليهم اسم الخروج العام، ويطلق عليهم خوارج "كحكم شرعي، وصفة لفعلهم. ونجد د/ ناصر العقل يعرف الخوارج كفرقة من الفرق أنهم: "الذين يكفرون بالمعاصي ويخرجون على أئمة المسلمين وجماعتهم" (١). وهذا التعريف عام وإن كان أخص مما ذكره الشهرستاني إلا أنه يشمل كل من سار على هذا المنهج، وإن تسمى باسم آخر غير الخوارج، أو انتمى إلى فرقة أخرى، إذ كل من خرج على إمام المسلمين وجماعتهم بالسيف، وكان الدافع لهذا الخروج عقيدة يعتقدها من تكفير المخالفين أو بدعة يدعو إليها يسمى خارجيا، ويعتبرون خوارج ويلحقهم الذم الوارد في النصوص (٢)، لذلك يطلق على فرقة الرافضة خوارج مارقة بهذا المعنى (٣).وإن كانت الخوارج والرافضة كلها تكفر بالمعاصي (٤)، وترى الخروج على إمام المسلمين وجماعتهم على خلاف فيما بينهم في تفصيل ذلك إلا أن الفيصل بينهما هو القول في علي رضي الله عنه، فالخوارج الحرورية تكفره، والرافضة تتولاه. لذا إذا أردنا أن نعرف الخوارج الحرورية بتعريف خاص بهم كفرقة من الفرق، لا كحكم شرعي فيهم أو تعريف عام لهم نقول: هم كل من كفر علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعثمان وأصحاب الجمل ومن رضي بالتحكيم، وهم الذين يكفرون بالمعاصي (٥)، ويرون الخروج على إمام المسلمين وجماعتهم، ويتولون فرقة المحكمة الأولى (٦).فهؤلاء هم الخوارج الحرورية وهم المرادون في هذا المبحث والله أعلم، والخوارج فرق متعددة، عدها بعضهم وأوصلها إلى العشرين (٧).

المصدر:موقف الصحابة من الفرقة والفرق لأسماء السويلم - ص٣٩٣


(١) انظر كتاب ((الخوارج)) له (ص٢٨).
(٢) ويؤكد هذا أن أيوب السختياني رحمه الله يسمي أصحاب البدع خوارج، ويقول: " ((الخوارج)) اختلفوا في الاسم واجتمعوا على السيف". انظر كتاب الشريعة (٥/ ٢٥٤٩)، ذم الكلام للهروي (٤/ ١٩٨).
(٣) أجمعت الرافضة على ترك الخروج بالسيف حتى يظهر إمامهم المنتظر، أي: إذا خرج إمامهم حملوا السيف، أما الزيدية من الشيعة بأجمعها ترى السيف والعرض على أئمة الجور وإزالة الظلم، انظر ((مقالات الإسلاميين)) (١/ ١٢٩، ١٥٠)، وانظر ((الفتاوى)) لابن تيمية (٢٨/ ٢٧١) (١٣/ ١١٣).
(٤) انظر ((الفتاوى)) (٢٨/ ٢٦١).
(٥) يشمل كلمة "يكفرون بالمعاصي" كفر الشرك، وكفر النعمة، وكفر الملة، على اختلاف فرق الخوارج في ذلك.
(٦) انظر ذكر مذاهب الفرق الثنتين وسبعين المخالفة للسنة والمبتدعين لعبدالله اليافعي (٢٣).
(٧) انظر ((الفرق بين الفرق)) للبغدادي (٤٩)، المواقف في علم الكلام للايجي (٤٢٤)، وهناك من ذكر ذلك انظر تلبيس إبليس لابن الجوزي (٢٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>