للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما الاتباع إلا الإيمان بالله والعمل الصالح حسب أوامر الله ونبيه صلى الله عليه وسلم والاجتناب عن نواهي الله ورسوله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ يَهْدِيهِمْ رَبُّهُمْ بِإِيمَانِهِمْ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الأَنْهَارُ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ [يونس:٩] وقال: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ [البروج:١١].ولقد اضطربت أراء القوم أنفسهم في بدأ نشأة التشيع وتكوينه حيث قال إمام الشيعة في الفرق النوبختي أن نشأته لم تكن إلا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما كتب: قبض رسول الله صلى الله عليه وآله في شهر ربيع الأول سنة عشر من الهجرة وهو ابن ثلاث وستين سنة وكانت نبوته عليه السلام ثلاثاً وعشرين سنة وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، فافترقت الأمة ثلاث فرق (فرقة منها) سميت الشيعة وهم شيعة علي بن أبي طالب عليه السلام ومنهم افترقت صنوف الشيعة كلها، وفرقة منهم ادعت الإمرة والسلطان وهم الأنصار ودعوا إلى عقد الأمر لسعد بن عبادة الخزرجي وفرقة " مالت إلي بيعة أبي بكر بن أبي قحافة وتأولت فيه أن النبي صلى الله عليه وآله لم ينص على خليفة بعينه وأنه جعل الأمر إلى الأمة تختار لأنفسها من رضيته, واعتقد قوم منهم برواية ذكروها أن رسول الله صلى الله عليه وآله أمره في ليلته التي توفي فيها بالصلاة بأصحابه فجعلوا ذلك الدليل على استحقاقه إياه, وقالوا: رضيه النبي صلى الله عليه وآله لأمر ديننا ورضيناه لأمر دنيانا وأوجبوا له الخلافة بذلك فاختصمت هذه الفرقة وفرقة الأنصار وصاروا إلى سقيفة بني ساعدة ومعهم أبو بكر وعمر وأبوعبيدة بن الجراح والمغيرة بن شعبة الثقفي وقد دعت الأنصار إلى العقد لسعد بن عبادة الخزرجي والاستحقاق للأمر والسلطان فتنازعوا هم والأنصار في ذلك حتى قالوا: منا أمير ومنكم أمير فاحتجت هذه الفرقة عليهم بأن النبي عليه السلام قال: ((الأئمة من قريش) (١) وقال بعضهم أنه قال: ((الإمامة لا تصلح إلا في قريش)) (٢) فرجعت الأنصار ومن تابعهم إلى أمر أبي بكر غير نفر يسير مع سعد بن عبادة ومن اتبعه من أهل بيته فإنه لم يدخل في بيعته حتى خرج إلى الشام مراغماً لأبي بكر وعمر فقتل هناك بحوران قتله الروم وقال آخرون: قتلته الجن فاحتجوا بالشعر المعروف وفي روايتهم أن الجن قالت:

قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عباده ... ورميناه بسهمين فلم نخطئ فؤاده

وهذا قول فيه بعض النظر لأنه ليس في المتعارف أن الجن ترمي بني آدم بالسهام فتقتلهم فصار مع أبي بكر السواد الأعظم والجمهور الأكثر فلبثوا معه ومع عمر مجتمعين عليهما راضين بهما (٣)

وأما ابن النديم الشيعي فيرى أن تكوين الشيعة لم يكن إلا يوم وقعة الجمل حيث قال:


(١) [٩٣٩٤]- رواه أحمد (٣/ ١٢٩) (١٢٣٢٩) والنسائي في ((السنن الكبرى)) (٣/ ٤٦٧) والطبراني في ((المعجم الأوسط)) (٦/ ٣٥٧). من حديث أنس رضي الله عنه. قال ابن الملقن في ((البدر المنير)) (٨/ ٥٣٢): رجاله رجال الصحيح. قال الهيثمي في ((مجمع الزوائد)) (٥/ ١٩٥): رجال أحمد ثقات. وقال العراقي في ((المغني)) (٤/ ١٢٩): إسناده صحيح. وقال ابن حجر في ((الفتح)) (١/ ٢٤٦): متواتر، وصححه الألباني في ((الإرواء)) (٥٢٠).
(٢) [٩٣٩٥] لم نجده بهذا اللفظ.
(٣) [٩٣٩٦]- ((فرق الشيعة)) النوبختي (ص ٢٣ - ٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>