للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والواقعة الثانية التي تدل على أن من أئمة الزيدية من يهدم القبور لأجل السياسة هي حادثة هدم بعض القبور في الديار الشافعية من اليمن، والتي قام بها الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين حيث أزال القبة التي على قبر الفقيه أحمد بن موسى بن عجيل عام (١٣٤٨هـ)، حينما كان والياً للعهد بعد أن تغلب على معارضة قبيلة الزرانيق - التي كانت تعرف من قبل بالمعازبة- لامتداد نفوذ الإمام يحيى إلى بلادها ودخولها تحت حكمه، كما أزال الإمام أحمد كذلك التابوت من على قبر أحمد بن علوان في يفرس من ناحية جبل حبشى عام (١٣٦٢هـ) (١).، قد يقول قائل لم لا تحمل هذا العمل على المحمل الحسن وتجريه على أفضل تقدير وتجعله من باب إزالة المنكر؟ فأقول: إن الذي يمنع من حمله على ذلك هو عدم إقدام الإمام أحمد عندما كان ولياً للعهد، أو بعد أن أصبح إماماً على إزالة شيء من مشاهد البلاد الزيدية، فلو كان الأمر لوجه الله لما فعله في ناحية وتركه في ناحية أخرى، قد يكون بعض مشاهدها أشد من تلك التي هدمها، كما قال القاضي إسماعيل الأكوع حفظه الله (٢)، ومما يؤكد صلة المشاهد الزيدية بالسياسة أن معظم المشاهد المعظمة في الديار الزيدية هي للأئمة وحواشيهم، وقلّ أن تجد مشهداً لرجل فقير أوضعيف، وإليك قائمة بأهم المشاهد الزيدية وستكون إن شاء الله على حسب التسلسل الزمني لإنشائها:

١) مشهد الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة من منطقة ظفار ذيبين.

٢) مشهد الأمير عماد الدين يحي بن حمزة (أخو عبدالله بن حمزة) بمدينة كحلان.

٣) مشهد الإمام أحمد بن الحسين المعروف بأبي طير في مدينة ذيبين.٤) مشهد الإمام يحيى بن حمزة (وليس أخو عبدالله بن حمزة بل هو من ذرية الحسين وليس من ذرية الحسن (٣). (٢) ومشهده بمدينة ذمار.٥) مشهد الإمام الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين بصعدة (٤).ومعه عدد من أبنائه وأحفاده ومشهد الإمام المهدي باني تلك المشاهد.

٦) مشهد الإمام صلاح الدين بصنعاء.

٧) مشهد الإمام المهدي لدين الله أحمد بن المرتضى حصن الظفير حجة.

٨) مشهد الإمام المهدي صلاح بن علي بن محمد بن أبي القاسم بصعدة.

٩) مشهد الإمام الناصر محمد بن يوسف بن صلاح بن المرتضى بمدينة ثلا.

١٠) مشهد الإمام شرف الدين يحيى بن شمس الدين أحمد بن يحيى المرتضى بظفير حجة.

١١) مشهد مدرسة الإمام شرف الدين بثلا، وفيه عدد من أبنائه وبناته وذويه.

١٢) مشهد الأمير صلاح الدين بن شمس الدين بن الإمام شرف الدين بمدينة ثلا.

هذه بعض المشاهد وقد تركت الكثير سواها وهي كلها موجودة مشاهدة للعيان، وقد كتب عنها كتابة تاريخية أثرية الدكتور علي سعيد سيف في رسالته المقدمة للدكتوراه من جامعة صنعاء باسم "الأضرحة في اليمن من القرن الرابع إلى القرن العاشر"، فيمكن لمن أراد معرفتها بدقة أن يرجع إلى هناك.

مع العلم أن أكثر هذه المشاهد تضم إلى جوار من هي باسمه عدداً من أبنائه وأحفاده وزوجاته، وهذا يثبت أن أئمة الزيدية قد ساهموا في نشر مظاهر القبورية في جهاتهم كسائر حكام اليمن.

المصدر:القبورية في اليمن لأحمد بن حسن المعلم - ص ٢٦٤ - ٢٧٠


(١) ((هجر العلم)) (١/ ٢٢٢ - ٢٢٣).
(٢) ((هجر العلم)) (١/ ٢٢٢ - ٢٢٣).
(٣) انظر ((البدر الطابع)) (٢/ ٣٣٢ - ٣٣٣).
(٤) وهو مؤسس الدولة الزيدية باليمن توفي سنة (٢٩٨هـ) ولكن المشهد لم يعمر إلا مابين سنة (٧٣٣) و (٧٥٠هـ) وهي فترة حكم الإمام المهدي لدين الله علي بن محمد الذي كان أول من بنى مشاهد مقبرة صعدة على قبور الإمام الهادي وبنيه، انظر: ((الأضرحة)) (ص ١٦١).

<<  <  ج: ص:  >  >>