للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللهِ [البقرة:١٦٥] قال: فقال: هم أولياء فلان وفلان (١) اتخذوهم أئمة من دون الإمام الذي جعل الله للناس، فلذلك قال الله تبارك وتعالى: وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللهَ شَدِيدُ الْعَذَاب إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ إلى قوله: مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَاداً [البقرة:١٦٥ - ١٦٧] قال: ثم قال أبو جعفر: والله يا جابر هم أئمة الظلم وأشياعهم (٢).وفي رواية أخرى: أعداء علي هم المخلدون في النار أبد الآبدين، ودهر الداهرين (٣).وروى عن عبدالله النجاشي قال: سمعت أبا عبدالله يقول: أُولَئِكَ الَّذِينَ يَعْلَمُ اللهُ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغًا [النساء:٦٣] يعني والله فلاناً وفلاناً, وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللهِ إلى قوله: تَوَّابا رَّحِيمًا [النساء:٦٤] يعني والله النبي وعليًّا بما صنعوا، أي لو جاءوك بها يا علي فاستغفروا مما صنعوا، وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُواْ اللهَ تَوَّابًا رَّحِيمًا فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا [النساء:٦٤ - ٦٥] ثم قال أبو عبدالله: هو والله علي بعينه ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ على لسانك يا رسول الله يعني به ولاية علي وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا [النساء:٦٥] لعلي بن أبي طالب (٤).وروى عن أبي عبدالله قال: والله لو أن قوماً عبدوا الله وحده لا شريك له، وأقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وحجوا البيت، وصاموا شهر رمضان، ثم لم يسلموا إلينا لكانوا بذلك مشركين.


(١) يقصد الخلفاء الراشدين الثلاثة، ومن بايعهم.
(٢) ((تفسير العياشي)) (١/ ٧٢)، والآيات الكريمة في سورة البقرة من (١٦٥/ ١٦٧)، ومن الواضح أنها تتحدث عن المشركين عبده الأوثان " ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداداً."، فجعلها العياشي: من دون الإمام
(٣) ١/ ٧٣.
(٤)، (٢) (ا /٢٥٥)، والآيات الكريمة من سورة النساء: من (٦٣ إلى ٦٥)، وقبل هذه الآيات جاء قوله تعالى: وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ تَعَالَوْاْ إِلَى مَا أَنزَلَ اللهُ وَإِلَى الرَّسُولِ رَأَيْتَ الْمُنَافِقِينَ يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُودًا * النساء:٦١*، فجعل العياشي النفاق لخير الناس بعد الرسول، وهما أبو بكر وعمر رضي الله تعالى عنهما.

<<  <  ج: ص:  >  >>