للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويروي عن إسماعيل الحريري قال: قلت لأبي عبدالله: قول الله: إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ [النحل:٩٠] قال البغى: اقرأ كما أقول لك يا إسماعيل (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى حقه) قلت: جعلت فداك إنَّا لا نقرأ هكذا في قراءة زيد، قال: ولكنّا نقرأها هكذا في قراءة علي، قلت، فما يعني بالعدل؟ قال: شهادة أن لا إله إلاَّ الله، قلت: والإحسان؟ قال: شهادة أن محمداً رسول الله، قلت: فما يعني بإيتاء ذي القربى حقّه، قال: أداء إمامة إلى إمام بعد إمام، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ قال: ولاية فلان وفلان (١).

ثانياً الطعن في الصحابة الكرام:

الرواية التي ذكرتها دون اختصار من تفسير العياشي لسورة النساء لبيان موقفه من تحريف القرآن الكريم توضح أمرين آخرين، هما طعنه في خير أمة أخرجت للناس، الصحابة الكرام الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه، وعلى الأخص من بشر منهم بالجنة غير علي رضي الله عنه، كالشيخين، وذي النورين، وطلحة والزبير، والأمر الآخر موقفه من أسباب النزول، ومفتريات هذا الضال الممجوجة ليتفق سبب النزول مع ضلاله. وإذا كانت الرواية وضعها العياشي ليقول بأن الخلفاء الراشدين الثلاثة، وغيرهم من خيرة الصحابة، كفروا في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنه يرى ويروي أن الصحابة الكرام جميعاً ارتدوا عن الإسلام بعد الرسول صلى الله عليه وسلم إلاَّ ثلاثة هم: المقداد وأبو ذر وسلمان الفارسي (٢).

وتفسيره مملوء محشو بالطعن في الصحابة وتكفيرهم، ونذكر بعض الأمثلة:

يروي عن جابر قال: سألت أبا عبدالله صلى الله عليه وسلم عن قول الله:


(١) (٢/ ٢٦٧)، والآية الكريمة هي التسعون في سورة النحل، وحرفها بزيادة " حقه "، ثم جاء التأويل الذي ذهب إليه ليكون تحريفاً آخر، وطعناً في الصديق والفاروق، والصحابة الكرام لأنهم بايعوا كلاً منهما، وهو قول هذا الضال: " ولاية فلان وفلان ".
(٢) انظر ((تفسير الصافي)) (١ ورقة ١٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>