للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وهذا يدل على أنه لم يكن بين بني هاشم وبني أمية من المباغضة والمنافرة والعداوة التي اخترعها وابتكرها أعداء الإسلام والمسلمين، ونسجوا الأساطير والقصص حولها، ولقد رأينا بني أمية مع بني هاشم بالعكس أنهم أبناء أعمام وإخوان، وخلان، بل هم أقرب الناس ما بينهم يتبادلون الحب والأفكار، ويتقاسمون الهموم والآلام، ويمشون ويتماشون جنباً إلى جنب وحتى نقل علماء الشيعة ومؤرخوها أن أبا سفيان وهو رئيس بني أمية وسيد قومه أيامه كان من كبار أنصار علي، ومؤيدي بني هاشم يوم السقيفة، ولقد ذكر اليعقوبي كان ممن تخلف عن بيعة أبي بكر أبو سفيان بن حرب، وقال: أرضيتم يا بني عبد مناف أن يلي هذا الأمر عليكم غيركم؟ وقال لعلي بن أبي طالب: امدد يدك أبايعك، وعلي معه قصي، وقال:

بني هاشم لا تطمعوا الناس فيكم ... ولا سيما تيم بن مرة أو عدي

فما الأمر إلا فيكم وإليكم ... وليس لها إلا أبو حسن علي

أبا حسن فاشدد بها كف حازم ... فإنك بالأمر الذي يرتجى ملي

وإن امرأ يرمي قصي وراءه ... عزيز الحمى، والناس من غالب قصي

(تاريخ اليعقوبي) (٢/ ١٢٦) و (شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد أيضاً).

ويذكر ابن بابويه القمي أن الأنصار المخلصين لعلي كانوا اثني عشر رجلاً من المهاجرين والأنصار، وكان واحد من هؤلاء خالد بن سعيد بن العاص الأموي، وادعى هو أمام الملأ:

"والله إن قريشاً تعلم أني أعلاها حسباً وأقواها أدباً وأجملها ذكراً وأقلها غنى من الله ورسوله" كتاب (الخصال) (ص٣٦١).

وكان بين أبي سفيان وبين العباس عم رسول الله وسيد بني هاشم من صداقة يضرب بها الأمثال.

كما كانت بينهم المصاهرات قبل الإسلام وبعده، فلقد زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم بناته الثلاثة من الأربعة من بني أمية من أبي العاص بن الربيع وهو من بني أمية كما مر سابقاً، ومن عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية، وهو مع ذلك ابن بنت عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم التي ولدت مع والد رسول الله عليه الصلاة والسلام عبد الله بن عبد المطلب توأمين "أروى بنت كريز بن حبيب بن عبد شمس وهي أم عثمان رضي الله عنه وأمها أم حكيم وهي البيضاء بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم " (كتب الأنساب مثل (أنساب الأشراف) للبلاذري (٥/ ١) ط بغداد، (المحبر) للبغدادي (ص٤٠٧) ط دكن، (طبقات ابن سعد) (٨/ ١٦٦) ط ليدن، (أسد الغابة) (٥/ ١٩١) (المستدرك) للحاكم (٣/ ٩٦) واللفظ له، و (منتهى الآمال) ج١ الفصل التاسع).

هذا ولقد تزوج بعد عثمان بن عفان رضي الله عنه من بني هاشم ابنه أبان بن عثمان "وكانت عنده أم كلثوم بنت عبد الله بن جعفر (الطيار) بن أبي طالب شقيق علي" (المعارف) للدينوري (ص٨٦).

وحفيدة علي وبنت الحسين سكينة كانت متزوجة من حفيد عثمان زيد بن عمرو بن عثمان رضي الله عنهم أجمعين "وزيد بن عمرو بن عثمان بن عفان هذا هو الذي كانت عنده سكينة بنت حسين، فهلك عنها فورثته" (نسب قريش) للزبيري (٤/ ١٢٠) و (المعارف) لابن قتيبة (ص٩٤) و (جمهرة أنساب العرب) لابن حزم (١/ ٨٦) (طبقات ابن سعد) (٦/ ٣٤٩).

وحفيدة علي الثانية وابنة الحسين فاطمة كانت متزوجة من حفيد عثمان الآخر "محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان. . . . وأمه فاطمة بنت الحسين كان عبد الله بن عمرو تزوجها بعد وفاة الحسن بن الحس بن علي بن أبي طالب" (مقاتل الطالبين) للأصفهاني (ص٢٠٢) (ناسخ التواريخ) (٦/ ٥٣٤) (نسب قريش) (٤/ ١١٤) (المعارف) (ص٩٣) (طبقات) (٨/ ٣٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>