ثم تزوجت حفيدة ابن علي، حسن بن علي من حفيد عثمان، مروان بن أبان "وكانت أم القاسم بنت الحسن (المثنى) بن الحسن عند مروان بن أبان بن عثمان بن عفان فولدت له محمد بن مروان" (نسب قريش) (٢/ ٥٣) (جمهرة أنساب العرب) (١ ص٨٥) (المحبر) للبغدادي (ص٤٣٨). (وهل هناك دليل أصرح وأكبر من هذا بأن عثمان انتقل إلى جوار رحمة ربه وكان أهل البيت راضين عنه وعن أهل بيته وإلا لم تكن هذه المصاهرات والقرابات والأرحام، فهل من متفكر يتفكر، ومنصف ينصف، ومتدبر يتدبر، أم على قلوب أقفالها؟)
هذا وكانت أم حبيبة بنت أبي سفيان سيد بني أمية متزوجة من سيد بني هاشم وسيد ولد آدم رسول الله الصادق الأمين كما هو معروف لا نحتاج إلى إثباته من كتاب.
ثم "هند بنت أبي سفيان كانت متزوجة من الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم فولدت له ابنه محمداً" (الإصابة) (٣/ ٥٨، ٥٩) (طبقات ابن سعد) (٥/ ١٥).
وأيضاً "تزوجت لبابة بنت عبيد الله بن عباس بن عبد المطلب، العباس بن علي بن أبي طالب، ثم خلف عليها الوليد بن عتبة (ابن أخ معاوية) بن أبي سفيان" (المحبر) (ص٤٤١) (نسب قريش) (ص١٣٣) (عمدة الطالب) هامش (ص٤٣).
وبعدها "تزوجت رملة بنت محمد بن جعفر – الطيار – ابن أبي طالب سليمان بن هشام بن عبد الملك (الأموي) ثم أبا القاسم بن وليد بن عتبة بن أبي سفيان" "كتاب (المحبر) (ص٤٤٩).
وكذلك تزوجت ابنة علي بن أبي طالب رملة من ابن مروان بن الحكم ابن أبي العاص بن أمية معاوية بن عمران "ورملة بنت علي أنها أم سعيد بنت عروة بن مسعود الثقفي" (الإرشاد) للمفيد (ص١٨٦). (نعم! مروان بن الحكم الذي جعله الشيعة غرضاً لطعنهم في الإمام المظلوم الشهيد عثمان بن عفان رضي الله عنه، فهذا هو المروان الذي يتزوج ابنه من ابنة علي المرتضى رضي الله عنه – الإمام المعصوم الأول حسب زعمهم -)
"وكانت رملة بنت علي عند أبي الهياج ..... ثم خلف عليها معاوية بن مروان بن الحكم بن أبي العاص" (نسب قريش) (ص٤٥) (جمهرة أنساب العرب) (ص٨٧).
وكذلك زينب بنت الحسن المثنى أمها فاطمة بنت الحسن نجيبة الطرفين "وكانت زينب بنت حسن بن حسن بن علي عند الوليد بن عبد الملك بن مروان (الأموي) " (نسب قريش) (ص٥٢) تحت ذكر أولاد الحسن المثنى، و (جمهرة أنساب العرب) (ص١٠٨) تحت ذكر أولاد مروان بن الحكم).
وكذلك تزوجت حفيدة علي بن أبي طالب من حفيد مروان الحكم "ونفيسة بنت زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب تزوجها وليد بن عبد الملك بن مروان فتوفيت عنده، وأمها لبابة بنت عبد الله بن عباس" (طبقات ابن سعد) (٥/ ٢٣٤) (عمدة الطالب) في أنساب آل أبي طالب (ص٧٠).
هذا ومثل هذه المصاهرات لكثيرة جداً بين بني أمية وبني هاشم، وقد اكتفينا ببيان بعض منها، وفيها كفاية لمن أراد الحق والتبصر، ولكن من يضلل الله فلا هادي له.
وعلى ذلك كتب علي المرتضى رضي الله عنه في كتاب له إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما "لم يمنعنا قديم عزنا ولا عادي طولنا على قومك، أن خلطناكم بأنفسنا، فنكحنا وأنكحنا فعل الأكفاء" (نهج البلاغة) تحقيق صبحي صالح (ص٣٨٦، ٣٧٨) وتحقيق محمد عبده (٣/ ٣٢).
أو بعد هذا يبقى مجال لقائل أن يقول بأن بين بني أمية وبني هاشم كانت المنافرة والمعاداة والتحاسد والتباغض؟ وهذه الأشياء هي التي تشكلت بعد ذلك بصورة قتال ومشاجرات بين علي وابنه الحسن ومعاوية وابنه يزيد والحسن إلى آخر الكلام مع أن هذا القول لا أصل له ولا أساس.