وأما العاملي النباتي فلقد خصص جزءًا مستقلاً من كتابه للطعن واللعن، وبوب الباب بعنوان "باب في الطعن فيمن تقدمه (أي علي) بظلمه وعدوانه، وما أحدث كل واحد في زمانه من طغيانه" - ويكتب تحته - "وهذا الباب ينوع إلى ثلاثة بحسب المشائخ الثلاثة" ("الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) للعين النباتي (٢/ ٢٧٩) ط مطبعة الحيدري ونشر المكتبة المرتضوية).
فكتب فيما كتب في النوع الأول على لسان رافضي مثله:
قالوا أبا بكر خليفة أحمد ... كذبوا عليه ومنزل القرآن
ما كان تيمي له بخليفة ... بل كان ذاك خليفة الشيطان
(الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) (٢/ ٢٩٩).
ويكتب ما في جعبته من الحقد والبغض لصاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وثاني اثنين إذ هما في الغار حيث يفتري على محمد بن أبي بكر أنه قال:
كنت عند أبي أنا وعمر وعائشة وأخي، فدعا بالويل ثلاثاً وقال: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرني بالنار، وبيده الصحيفة التي تعاقدنا عليها، فخرجوا دوني وقالوا: يهجر، فقلت: تهذي؟ قال: لا والله! لعن الله ابن الصهاك، فهو الذي صدني عن الذكر بعد إذ جاءني.
فما زال يدعو بالثبور حتى غمضْته، ثم أوصوني لا أتكلم حذراً من الشماتة" (الصراط المستقيم إلى مستحقي التقديم) جص (ص٣٠٠).
هذا ما كتبه هذا الشاتم حشره الله مع مبغضي رسول الله وأصحابه.
وأما ما افتراه على عبقري الإسلام، فاتح قيصر، وهازم شوكة الكسروية، ومخرج اليهودية عن جزيرة العرب، وصهر علي بن أبي طالب زوج أم كلثوم أنه قال عند احتضاره:
ليتني كنت كبشاً لأهلي، فأكلوا لحمي ومزقوا عظمي، ولم أرتكب إثمي" (الصراط المستقيم) (٣/ ٢٥) تحت النوع الثاني).
ويكتب هذا اللعان اللعين تحت عنوان "كلام في خساسته وخبث سريرته" ما يستحيي منه الفسقة الفجرة أن قوله تعالى: لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ [المائدة:١٠٠] والْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ [النور:٢٦] نزلتا فيه" (الصراط المستقيم) (٣/ ٢٨).
وتجرأ أكثر، وبلغ إلى الدرك الأسفل من النار حيث كتب:-
إذا نسبت عدياً في بني مضر ... فقدم الدال قبل العين في النسب
وقدم السوء والفحشاء في رجل وغد زنيم عتل خائن النسب (الصراط المستقيم) (٣/ ٢٩)
وقال فيهما أعني في الصديق والفاروق:-
وكل ما كان من جور ومن فتن ففي رقابهما في النار طوقان (الصراط المستقيم) (٣/ ١٣)
وكتب في صاحب الجود والحياء، زوج ابنتي رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذي النورين عثمان بن عفان رضي الله عنه.
كتب في النوع الثالث:
"إنه سمي نعثلاً تشبيها بذكر الضباع، فإنه نعثل لكثرة شعره .. ويقال: النعثل، التيس الكبير العظيم اللحية، وقال الكلبي في (كتاب المثالب). كان عثمان ممن يلعب به ويتخنث، وكان يضرب بالدف" ("الصراط المستقيم) (٣/ ٣٠).
وكتب "ما كان لعثمان اسم على أفواه الناس إلا الكافر" (الصراط المستقيم) (٣/ ٣٦).
وأخيراً ننقل من هذا الكلب العقور ما قاله في الخلفاء الراشدين الثلاثة رضي الله عنهم وأرضاهم أن قول الله عز وجل: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ [محمد:٢٣] نزلت في الثلاثة" (الصراط المستقيم ج٣ ص٤٠).
وأيضاً - والسم من فيه وقلبه يتدفق -.
فكن من عتيق ومن غندر أبياً بريئاً ومن نعثل
كلاب الجحيم خنازيرها أعادي بني أحمد المرسل (الصراط المستقيم) (٣/ ٤٠)
فهذه هي العقائد الشيعية في أصحاب رسول الله عامة، وفي الخلفاء الراشدين الثلاثة خاصة، ولا يقول قائل: كان هذا قديماً، وأما المتأخرون فلا يقولون مثل هذا.
ولا ينخدع مخدوع، ولا يغتر جاهل بقول البعض: