للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- حدد الشيعة لجواز ترك التقية بخروج القائم من آل محمد (المهدي المنتظر).قال القمي: (التقية واجبة لا يجوز رفعها إلى أن يخرج القائم، فمن تركها قبل خروجه فقد خرج على دين الله تعالى، وعن دين الإمامية، وخالف الله ورسوله والأئمة) (١).

والحقيقة أن من تركها لا يخرج إلا عن دين الإمامية فقط وعن خرافاتها.

- حرفوا معاني الآيات إلى ما يوافق هواهم، وكذبوا على آل البيت. قال القمي: "وقد سئل الصادق عليه السلام عن قول الله عز وجل: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ [الحجرات:١٣] قال: أعلمكم بالتقية" (٢)، أي على هذا التفسير أكرمكم هو أكذبكم على الناس.

- زعم الشيعة أن المعيار الصحيح لمعرفة الشيعي من غيره هو الاعتقاد بالتقية، وينسبون إلى الأئمة المعصومين- في زعمهم- أنهم هم الذين قالوا هذا الكلام. فقد رووا عن الحسين بن علي بن أبي طالب الإمام الثالث أنه قال: "لولا التقية ما عرف ولينا من عدونا" (٣).

ومعنى هذا أن معرفة خداع الناس، والمبالغة فيه هو الذي يميز الشيعة عن غيرهم.

- ساوى الشيعة بين التقية وبين الذنوب التي لا يغفرها الله كالشرك. فرووا عن عليّ بن الحسين الإمام الرابع أنه قال: "يغفر الله للمؤمن كل ذنب ويطهره منه في الدنيا والآخرة ما خلا ذنبين، ترك التقية، وترك حقوق الإخوان" (٤).

ولكن الله تعالى قد قال: إِنَّ اللهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء [النساء:٤٨] وهذه المواقف للشيعة تجعل من الصعوبة بمكان التفاهم المخلص بينهم وبين المخالفين لهم -خصوصاً أهل السنة- وذلك أن الشيعي إذا رأى أنه في موقف الضعف لجأ إلى التقية، وفي هذه الحال له من الأجر الذي قدّره الشيعة ما يعادل مصافحته لعلي رضي الله عنه, أو الصلاة خلف نبي من الأنبياء (٥) ,

كما افتروا على الله وعلى رسوله.

وأقرب مثال على عدم حصول التفاهم تلك المحاولات التي قامت للتقريب بين الشيعة وأهل السنة، ثم خابت الآمال وتيقن أهل السنة أنه لا وفاء ولا إخلاص ولا صدق عند أولئك الذين يتعبدون الله بالتقية.

المصدر:فرق معاصرة لغالب عواجي ١/ ٣٨٠ - ٣٨٦


(١) ((الشيعة والسنة)) (ص١٥٧).
(٢) ((الشيعة والسنة)) (ص١٥٧). نقلا عن كتاب ((الاعتقادات)) للقمي.
(٣) ((الشيعة والسنة)) (ص١٥٧)، نقلا عن كتاب ((الاعتقادات)) للقمي.
(٤) ((الشيعة والسنة)) (ص١٥٨).
(٥) انظر: ((مختصر التحفة الاثني عشرية)) (ص٢٩٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>