للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك ما ذكره الشعراني في طبقاته عن البدوي انه: (كان طول نهاره وليله قائما شاخصا ببصره إلى السماء وقد انقلب سواد عينيه بجمرة تتوقد كالجمر. وكان يمكث الأربعين يوما وأكثر لا يأكل ولا يشرب ولا ينام (١).ويقول المنوفي، وأبو الهدى الرفاعي أن مكوثه هذا امتدّ إلى اثنتي عشرة سنة حيث يقولان: (ومكث على السطوح حوالي اثنتي عشرة سنة (٢).

ويذكر الطوسي والقشيري والعطار والهجويري والغزالي والشعراني وغيرهم (أن الشبلي كان يكتحل بالملح ليعتاد السهر ولا يأخذه النوم، وأحيانا كان يحمي الميل فيكتحل به (٣).

وينقل القشيري في رسالته (ترتيب السلوك): (كنت أريد أن لا أنام لئلا أغيب عن الذكر لحظة، فكنت أقعد على حجر ناتئ من جدران بيتنا من الحجر قدر ما أضع عليه قدمي، وتحتي واد، وفوقي شاهق حتى لا يأخذني النوم (٤).وكتب الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الجامع الأزهر سابقا، وصوفي مشهور، عن أحمد الدردير أنه ردد الذكر ستة أشهر حتى أحرق الذكر جسمه، وأذهب لحمه ودمه حتى صار مجرد الجلد على العظم (٥).

وذكر الدريني عبد العزيز الصوفي المتوفى ٦٩٧هـ عن داود بن أبي هند أنه (صام أربعين سنة لم يعد الناس عنه ولا أهل بيته، وكان يؤتى بالإناء ناقصاً فيتمه بالدموع (٦).

ويذكر الطوسي عن أبي عبد الله الصبيحي أنه: (لم يخرج ثلاثين سنة من بيت من تحت الأرض (٧).


(١) ((الطبقات الكبرى)) للشعراني (١/ ١٨٣)، ((النفحة العلية في أوراد الشاذلية)) لعبد القادر زكي (ص٢٥٣) ط القاهرة.
(٢) ((جمهرة الأولياء)) للمنوفي الحسيني (٢/ ٢٣٧)، أيضا ((قلادة الجواهر في ذكر الرفاعي وأتباعه الأكابر)) لمحمد أبي الهدى الرفاعي (ص٣٩٩) الطبعة الأولى ١٤٠٠ هـ بيروت لبنان.
(٣) انظر ((اللمع)) للطوسي (ص٢٧٥)، ((الرسالة القشيرية)) (ص١٦٠)، ((تذكرة الأولياء)) للعطار (ص٣٠٥)، مكاشفة القلوب للغزالي (ص٣٠)، ((الأنوار القسية)) للشعراني (ص٥٤)، ((الطبقات الكبرى)) للشعراني (١/ ١٠٣).
(٤) ((رسالة ترتيب السلوك من الرسائل القشيرية)) لعبد الكريم القشيرية المتوفى ٤٦٥ هـ (ص٧٨) ط باكستان.
(٥) ((سيدي أحمد الدردير)) للدكتور عبد الحليم محمود (ص٧٦) ط القاهرة ١٩٧٤ م.
(٦) ((طهارة القلوب)) لعبد العزيز الدريني (ص٢٠٩) وما بعد ط مصطفى البابي الحلبي ١٩٧١ م.
(٧) ((اللمع)) للطوسي (ص٥٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>