للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث الثاني: عن محمد بن أبي يحيى الأسلمي قال: رأيت عبد الله بن الزبير ورأى رجلاً رافعاً يديه بدعوات قبل أن يفرغ من صلاته، فلما فرغ منها قال: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه حتى يفرغ من صلاته)) (١). رواه الطبراني في الكبير وسنده ضعيف لضعف فضيل بن سليمان. فقد قال عنه ابن معين: ليس بثقة. وفي رواية: ليس هو بشيء ولا يكتب حديثه. وقال صالح جزرة: منكر الحديث. وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ليس بالقوي. وقال النسائي: ليس بالقوي. وذكر أبو داود أنه استعار كتاباً من موسى بن عقبة فلم يرده. وكان عبد الصمد بن مهدي لا يحدث عنه. وقال أبو زرعة: لين الحديث، روى عنه علي بن المديني وكان من المتشددين ومع ضعف فضيل، ففي القلب شيء من رواية محمد بن أبي يحيى عن ابن الزبير، فلا أظنه أدركه، لأن وفاة ابن الزبير كانت سنة (٧٣ هـ) ووفاة محمد كانت سنة (١٤٤ هـ). ومعنى الحديث أنه صلى الله عليه وسلم ما كان يرفع يديه حتى يفرغ من الصلاة وهو غير رافع يديه للدعاء، أو أنه كان يرفع بعد الفراغ من الصلاة للدعاء؛ ولكن ليس فيه أنه كان يجهر بالدعاء ويجهر الماموم بالتأمين. وعليه، فليس فيه دليل للدعاء الجماعي، وإنما هو دليل للدعاء منفرداً.

الحديث الثالث: عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ما من عبد يبسط كفّيه في دبر كل صلاة ثم يقول: اللهم إلهي وإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب، وإله جبريل وميكائيل وإسرافيل، أسألك أن تستجيب دعوتي فإني مضطر وتعصمني في ديني فإني مبتلى، وتنالني برحمتك فإني مذنب، وتنفي عني الفقر فإني متمسكن. إلا كان حقاً على الله عز وجل ألا يرد يديه خائبتين)) (٢). رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (٣)؛ والحديث فيه عبد العزيز بن عبد الرحمن وخصيف. أما عبد العزيز فقد ضعفه جمع من الأئمة، وأما خصيف فقد قال الحافظ ابن حجر فيه: صدوق سيء الحفظ خلط بأخرة، ورُمِي بالإرجاء. انتهي (٤). وإضافة إلى هذا الضعف الذي في هذا الحديث، فليس فيه دلالة على المطلوب، بل هو كالحديثين السابقين.


(١) قال الهيثمي في المجمع (١٠/ ١٦٩) رجاله ثقات وقال الألباني ضعيف كما في ((الضعيفة)) (٢٥٤٤)
(٢) رواه ابن السني في ((عمل اليوم والليلة)) (١٣٥) والديلمى (١/ ٤٨١) (١٩٧٠) وابن عساكر (١٦/ ٣٨٣) قال ابن عراق في ((تنزيه الشريعة)) (٢/ ٣٣٤) فيه عبد العزبز ابن عبد الرحمن البالسي، وقال الفتني في تذكرته (٥٨) فيه متهم وقال الألباني في الضعيفة (٥٧٠١): ضعيف جدا.
(٣) ((عمل اليوم والليلة)) لابن السني (ص ٥٣).
(٤) ((تقريب التهذيب)) (١٩٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>