للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فلقد كتب السيد محسن الأمين الشيعي المشهور في ترجمته أكثر من ثلاثين صفحة في كتابه (أعيان الشيعة) فيقول: (أبو عبد الله، ويقال: أبو موسى جابر بن حيان بن عبد الله الطرطوسي الكوفي المعروف بالصوفي .... كان حكيما رياضيا فيلسوفا عالما بالنجوم طبيبا منطقيا رصديا مؤلفا مكثرا في جميع هذه العلوم وغيرها: كالزهد والمواعظ، من أصحاب الإمام جعفر الصادق عليه السلام، وأحد أبوابه، ومن كبار الشيعة، ومايأتي عند تعداد مؤلفاته يدل على أنه كان من عجائب الدنيا ونوادر الدهر، وأن عالما يؤلف ما يزيد على ٣٩٠٠ كتاب في علوم جلها عقلية وفلسفية لهو حقا من عجائب الكون، فبينا هو فيلسوف حكيم ومؤلف مكثر في الحيل والنرنجيات والعزائم ومؤلف في الصنائع وآلات الحرب، إذا هو زاهد واعظ مؤلف كتبا في الزهد والمواعظ (١).

ثم نقل عن عديد من الشيعة أنهم ذكروا في كتبهم الرجالية، وعدّوه من تلامذة جعفر بن الباقر، ثم قال: (يستفاد مما سلف أمور، وهي: تشيعه، وعلمه بصناعة الكيمياء، وتصوفه، وفلسفته، وتلمذته على الصادق عليه السلام، واشتهاره عند أكابر العلماء، واشتهار كتبه بينهم اشتهارا لا مزيد عليه (٢).

ثم كتب تحت عنوان (أما تشيعه): (فيدل عليه عدّ ابن طاوس له في منجمي الشيعة، ورواية ابني بسطام عنه عن الصادق عليه السلام، وروايته خمسمائة رسالة للصادق عليه السلام كما ذكره اليافعي، ونقل ابن النديم عن الشيعة أنه من كبارهم وأحد الأبواب، وأنه إنما كان يعني بسيده جعفر هو الصادق، لا جعفر البرمكي، ولا ينافيه زعم الفلاسفة أنه منهم، فإنه لا تنافي بين كونه فيلسوفا وشيعيا، إذ المراد الفلسفة الإسلامية، لا فلسفة الحكماء القدماء التي قد تنافي الشريعة، وقول ابن النديم: أن له كتبا في مذاهب الشيعة كما تقدم ذلك كله (٣). ونقل أيضا عن الدكتور أحمد فؤاد الأهواني أن (والد جابر بن حيان قتل في خراسان لاتهامه بالتشيع (٤).ونضيف إلى ذلك أن الرجالي الشيعي المشهور الطهراني أيضا عده من رجال الشيعة حيث ذكر في موسوعته كتابين له: (كتاب (الرحمة الصغير)، وكتاب (الرحمة الكبير) لجابر بن حيان الصوفي الطوسي الكوفي المتوفى سنة مائتين من الهجرة (٥).

وأما من متقدمي الشيعة فيذكره ابن النديم بقوله:

(وهو أبو عبد الله جابر بن حيان بن عبد الله الكوفي المعروف بالصوفي، واختلف الناس في أمره.

فقالت الشيعة: أنه كان من كبارهم وأحد الأبواب، وزعموا أنه كان صاحب جعفر الصادق رضي الله عنه، وكان من أهل الكوفة.

وزعم قوم من الفلاسفة أنه كان منهم، وله في المنطق والفلسفة مصنفات.

وزعم أهل صناعة الذهب والفضة أن الرياسة انتهت إليه في عصره، وأن أمره كان مكتوم. وزعموا أنه كان يتنقل في البلدان لا يستقر به بلد خوفا من السلطان على نفسه.

وقيل: إنه كان في جملة البرامكة ومنقطعا إليها، ومتحققا بجعفر بن يحيى. فمن زعم هذا قال: أنه عنى بسيده جعفر هو البرمكي. وقالت الشيعة: إنما عنى جعفر الصادق (٦).

ثم أصدر رأيه في معتقداته بقوله: (ولهذا الرجل كتب في مذاهب الشيعة (٧).ونقل عنه أنه (كان تلميذا لجعفر بن محمد الباقر، أو عبده (٨).


(١) ((أعيان الشيعة)) لمحسن الأمين الشيعي (١٥/ ٨٧، ٨٨) ط دار التعارف للمطبوعات بيروت.
(٢) أيضا (ص١٠٢).
(٣) أيضا (ص١٠٥).
(٤) ((أعيان الشيعة)) (١٥/ ٨٧).
(٥) انظر ((الذريعة إلى تصانيف الشيعة)) (١٠/ ١٧١).
(٦) الفهرست لابن النديم (ص٤٩٨، ٤٩٩) ط دار المعرفة لبنان.
(٧) الفهرست لابن النديم (ص٤٩٨، ٤٩٩).
(٨) خلاصة الأثر للمحبي (١/ ٢١٣) نقلا عن الشيبي.

<<  <  ج: ص:  >  >>