للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يكثر كلام الصوفية عن عروج مشايخهم إلى السماء وحضور ديوان الربوبية ومخاطبة الرحمن والاطلاع على ما في اللوح المحفوظ، بل بلغ الأمر بالرفاعية أن زعموا أن من مشايخهم من يعرج إلى السماء ويمحو من اللوح المحفوظ ما يشاء .. ومثل هذا عن كتب الطريقة النقشبندية مثل قول الشيخ أحمد الفاروقي: «كثيراً ما كان يعرج بي فوق العرش المجيد، ولقد عرج بي مرة فلما ارتفعت فوق العرش بقدر ما بين مركز الأرض وبينه رأيت مقام الإمام شاه نقشبند» إلى أن قال: «واعلم أني كلما أريد العروج تيسر لي». (١) على أننا نجد مثل ذلك بين كتب الرفاعية أيضاً. فقد ذكر أن الشيخ الرفاعي قال: «أيها الفقراء: الشيخ عثمان السالم أبادي قدس الله سره يصعد كل يوم عند غروب الشمس إلى ديوان الربوبية، وينظر ديوان ذريته: فما يجد من سيئة يمحوها ويكتب «عوضها» بلا معارضة. ثم التفت إلى ابن أخته - إبراهيم الأعزب - وقال له: يا إبراهيم لا يكون الرجل ممكنا في سائر أحواله حتى يعرض عليه عند غروب الشمس جميع أعمال أصحابه وأتباعه وتلامذته فيمحو منها ما يشاء ويثبت فيها ما يشاء». (٢) قال: وأما سيدي حمزة قدس الله سره فرجل عظيم المنقبة، علي المرتبة، من كان له حاجة فليقصده يوم الأربعاء، فإنه يحضر ديوان الربوبية ويقضي الحوائج (٣).وأما سيدي الشيخ منصور قدس الله سره فإنه لم يزل في السماء مثل الدلو في حوض البئر، له صعود ونزول، يقضي حوائج الناس وحوائج ذريته وأصحابه إلى يوم القيامة». (٤) يتابع الرفاعي فيقول: سيدي منصور صاحب طريق عجيب وسر غريب، لأنه كان يقول في أكثر أوقاته: قال لي العزيز سبحانه كذا وقلت للعزيز سبحانه كذا وقال لي ربي وقلت لربي» (٥)

- تحويل الشقي إلى سعيد: وزيادة على ما يعتقده الرفاعية في مشايخهم من الإحياء والإماتة والمنع والإعطاء كما تجد مثل ذلك في شخص السيد عبد الرحيم الرفاعي شقيق علي بن عثمان خليفة الرفاعي. (٦)

فإنهم يعتقدون فيهم أن بإمكانهم محو ما يشاؤون من السيئات وإثبات ما يشاؤون في اللوح المحفوظ، بل وتغيير الشقي إلى سعيد وبالعكس. ولقد رووا عن الشيخ أحمد الرفاعي أنه كان يقول: «كل شيخ لا يغير صفات تلميذه ويكتب الشقي سعيدا فما هو عندنا برجل». (٧) ورووا أنه دخل على الشيخ الرفاعي رجل مكتوب على جبهته سطر الشقاوة فمحاه (٨)


(١) ((المواهب السرمدية في مناقب السادة النقشبندية)) (ص١٨٤) ((الأنوار القدسية في مناقب النقشبندية)) (ص ١٨٢).
(٢) ((قلادة الجواهر)) (ص١٩٣).
(٣) ((قلادة الجواهر)) (ص١٩٩).
(٤) ((قلادة الجواهر)) (ص١٩٩).
(٥) ((الفجر المنير)) (ص٢٠) ((قلادة الجواهر)) ١٨١) – (١٨٢، ((روضة الناظرين)) (ص (٢٠ وينسب مثل هذا إلى مشايخ آخرين غير الرفاعية انظر ((جامع كرامات الأولياء)) (١/ (١٦٣، ((طبقات الأولياء للشعراني)) ٢) /١٠٤).
(٦) ((تنوير الأبصار)) (ص٣٢)، ((التاريخ الأوحد)) (ص٧٥)، ((قلادة الجواهر)) (ص٣٢٨).
(٧) ((قلادة الجواهر)) (ص ٩٤).
(٨) ((قلادة الجواهر)) (١٠٣ – (١٠٤، ((طبقات الأولياء)) لابن الملقن (ص ٩٨) ط: الخانجي ١٩٧٣ القاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>