للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي قوله تعالى: وَآَيَةٌ لَهُمُ اللَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ النَّهَارَ [يس: ٣٧] , قالوا: النهار هو نور الوجود والليل ظلمة العدم (١).وقالوا في قوله تعالى: فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ [طه: ١٢] , أي اخلع حبك من الدنيا والآخرة (٢).

وقالوا في تفسير سورة الإخلاص: «إن أول موجود أوجده الله بلا واسطة هو التعين الأول ولما كان ظهوره من المبدأ الفياض بما يشبه الولادة قال تعالى: لَمْ يَلِدْ نفيا لشبه الولادة. ولما ظهر تعالى في المظاهر الإلهية بحسب الذات والأسماء والأفعال وكان هذا الظهور يشبه المولودية قال تعالى: وَلَمْ يُولَدْ [الإخلاص:٣] نفيا لشبه المولودية. ولما جعل الحق هذا النوع الإنساني مظهر جميع أسمائه، أن الله خلق آدم على صورته أو صورة الرحمن: فكان مرآة ذاته الأقدس الذي: هو الله أحد الله الصمد صفته وكان هذا التوهم كفر، نفى هذه المشابهة وقال: وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:٤]» (٣).

وقالوا عن معنى قوله تعالى: يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا [الشورى: ٤٩] , أي العبادات والمعاملات وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ [الشورى: ٤٩] , أي الأحوال والعلوم والمقامات. وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا [الشورى: ٥٠] , أي بلا علم ولا عمل» (٤).

المطلب الثاني: تعاليم هندوسية

ويحكي صاحب (الرشحات) قصة أحد كبار النقشبندية قال: «وكان الشيخ لا يأكل الطعام الحاصل من الحيوانات ويمتنع عنه ويقول: أنا أتعجب من الناس كيف يضعون السكين على حلق ما له عينان ينظر بهما إليهم ويقتلونه ثم يطبخون لحمه ويأكلون؟ قال صاحب (الرشحات): «ويفهم من كلام الشيخ هذا أنه في ذلك الوقت كان متحققا بمقام الأبدال فإن تلك الخصلة مخصوصة بمقام الأبدال فإنهم لا يقتلون شيئًا من الحيوانات ولا يؤذونه ولا يأكلون لحمه لغلبة شهود سريان الحياة الحقيقية في الأشياء عليهم في هذا المقام» (٥).

ويحكي صاحب (الرشحات) نفسه عن أحد شيوخه أنه كان يصلي قائما على رجل واحدة فقط. وهذه من تعاليم الهنود. فقد قال الغزالي: «وعباد الهنود يعالجون الكسل عن العبادة بالقيام طول الليل على رجل واحدة» (٦).

تعظيمهم للحسين بن منصور الحلاج


(١) ((رشحات عين الحياة)) (١٢٦).
(٢) ((البهجة السنية في آداب الطريقة الخالدية العلية النقشبندية)) (٣٣) لمحمد بن عبد الله الخاني ط: مكتبة الحقيقة بتركيا.
(٣) الحدائق الوردية في أجلاء الطريق النقشبندية (١٧١).
(٤) ((جامع الأصول في الأولياء وأنواعهم وأوصافهم وأصول كل طريق ومهمات المريد وشروط الشيخ)) (ص ١٤١) طبع بالمطبعة الجمالية بمصر سنة ١٣٢٨.
(٥) ((رشحات عين الحياة)) (١٥٣).
(٦) ((إحياء علوم الدين)) (٣/ ٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>