للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبالرغم من اعتراف السرهندي الفاروقي مجدد الطريقة النقشبندية أن ابن عربي أول من صرح بوحدة الوجود وأن عباراته مشعرة بالاتحاد وأنه بوب مسائل وحدة الوجود وفصلها. وأنه زعم أن خاتم الأنبياء يأخذ علومه من مشكاة خاتم الأولياء ويعني بخاتم الأولياء نفسه (١) انتهى. ويصرح بأن أكثر كشوفات ابن عربي مخالفة لعلوم أهل السنة بعيدة عن الصواب ولا يتبعها إلا كل مريض القلب (٢).فقد استحسن السرهندي الفاروقي قول ابن عربي أن الجمع المحمدي أجمع من الجمع الإلهي. وتعجب السرهندي من اعتقاد ابن عربي بأن ذات الله مجهولة مطلقة ومع ذلك فإنه يثبت الإحاطة والقرب والمعية الذاتية. (٣).وتحدث السرهندي عن الرضا بالخير والرضا بالشر ثم اعترف بأن «الإيمان مرضي الاسم (الهادي) والكفر مرضي الاسم (المضل) مخالفة لما عليه أهل الحق وفيه ميل إلى الإيجاب لكونه منشأ للرضا» (٤). واعتبر أن قوله بترتيب خلافة الخلفاء الراشدين بحسب مدة أعمارهم، اعتبر ذلك من شطحاته (٥).ونقل صاحب (الرحمة الهابطة) عن ابن عربي قوله: «إن الله له لسان يتكلم به وأذن يسمع بها وأن عبد القادر الجيلاني قال: رأيت ربي بعين رأسي بصورة» (٦).ومع اعتذار كثيرين عن كتاب (الفتوحات المكية) لابن عربي بأنه مدسوس عليه إلا أنهم لا يزالون يصرحون بإعجابهم بالكتاب وشغفهم بقراءته فقد قال عبد المجيد الخاني عن جده محمد صاحب (البهجة السنية) بأنه كان مشغوفا بمطالعة كتب الصوفية وخصوصا كتاب (الفتوحات المكية) لابن عربي وتائية ابن الفارض قدس الله سرهما ... وكذلك كتاب (الفصوص) لابن عربي، ويسمون نصوص الفصوص بالكلمات القدسية» (٧).فقد جاء في (الرشحات) «أن كتاب (الفصوص) (روح) و (الفتوحات المكية) (قلب) ومن علم (الفصوص) علما جيدا تتقوى داعية متابعته للنبي صلى الله عليه وسلم وذكر في (الرشحات) أن الشيخ محمد الكوسوي كان يعتقد مصنفات حضرة الشيخ محيي الدين ابن عربي الذي كان يقرر في كتبه التوحيد الوجودي بما لا يمكن الإنكار عليه (٨).

ويفسر عبيد الله أحرار قول الله تعالى: فَأَعْرِضْ عَن مَّن تَوَلَّى عَن ذِكْرِنَا [النجم:٢٩] بما قاله محيي الدين بن عربي

ألا بذكر الله تزداد الذنوب

وتنطمس البصائر والقلوب

وترك الذكر أحسن منه حالا

فإن الشمس ليس لها غروب (٩)

فذكر الله يطمس البصائر والقلوب وترك الذكر خير من الذكر.

في أي دين هذا؟ إن النصرانية لا تنهى عن ذكر الله كما ينهى عنه هؤلاء الذين يدعون أنهم وصلوا في محبة الله إلى المقامات العليا وهم لا يزالون يسبون الله ورسوله. ويمدحون قول الحلاج: كفرت بدين الله.

ويدافع الكمشخاتلي صاحب (جامع الأصول) عن قول ابن عربي:

العبد رب والرب عبد

يا ليت شعري من المكلف

إن قلت عبد فذاك رب

أو قلت رب أنى يكلف

غير أنه يحرفه فيجعله كالتالي:

العبد حق والرب حق

فليت شعري من المكلف

إن قلت عبد فالعبد ميت

أو قلت رب فما يكلف (١٠)

ومما قاله ابن عربي في فصوص الكفر:

فوقتا يكون العبد ربا بلا شك


(١) ((مكتوبات الإمام الرباني)) ٢٨٧.
(٢) ((مكتوبات الإمام الرباني)) السرهندي ٢٧٧.
(٣) ((مكتوبات الإمام الرباني)) ص ٤٢ وانظر كذلك صفحة ١٩٣.
(٤) ((المكتوبات الربانية)) ٢٦٧.
(٥) ((مكتوبات الإمام الرباني)) السرهندي الفاروقي ٢٧٧.
(٦) ((الرحمة الهابطة في ذكر اسم الذات وتحقيق الرابطة)) لحسين الدوسري على هامش مكتوبات السرهندي ص ٩٧ و٩٩.
(٧) الحدائق الوردية ص ٢٧١ وانظر صفحة ٢٨٢ (ترقيم خطأ ٢٧٤). ((رشحات عين الحياة)) ٧٣وانظر صفحة ١٢٨.
(٨) ((رشحات عين الحياة)) ١١١.
(٩) ((المواهب السرمدية)) ١٦١.
(١٠) ((جامع الأصول في الأولياء وأنواعهم وأوصافهم)) (٢٩٦) قارنه بالفصوص (٨٣ و٩٠ و٩٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>