للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي قصيدة أخرى يؤكد الميرغني هذه المعاني ويدعي أنهم ورثوا هذا المجد من عالم النور، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر عن مكانتهم في رؤيا منامية وذكر أن من زار عثمان فقد رأى الرسول ومن بايعه بايع الرسول. . إلخ.

ما الفخر إلا لنا من سابق الأزل

ما العز إلا بنا من حضرة الرسل

من عالم الذر مولى الخلق قدمنا

تقديم حق بلا ريب ولا زغل

فطالما أنبأ المختار من عظم

عنا وطال بناه دوحة الكمل

لنا وهو الصادق المصدوق في وعد

وقوله الصدق لا يدخله من خلل

ومن رآه مناما قد رآه بلا شك

كما جاء في متن الحديث عل

وكم مرارا يفيد الناس قائل ذا

من زار عثمان ابني زارني حصل

ومن يبايعه بايعني ومن يكن

صافحه صافحني بايعه على عجل

يدخل جنان نعيم نعم فردوس

جواره يحظى من غير ما ملل

بشرى لكم يا أصحاب الختم قاطبة

من مثلكم في الورى قد نال أو ينل (١)

ولم تقتصر هذه الدعاوى على الميرغني (الختم) وحده بل إن ابنه هاشم ادعى أيضا أنه الغوث والقطب المقدم الذي يرضى الله لرضاه ويغضب لغضبه وله التصرف في الكون، والإدخال في الحضرات وإنهم مدد للكثيرين:

أنا الغوث الذي ربي إلهي أتى

بي في الكيان بلا محال

أنا إن شئت أدعو الكون يرقص

بإذن الله وأسكن دع جدالي

أنا لرضائي يرضى الله ربي

لغضبي يغضب الله ذو الجلال

أنا الهادي أنا القطب المقدم

لأهل الله دع عنك الفضال

وأطع واسمع ولا تنكر وبادر

إلي لتستقي كأس الزلال

وأدخلك المسارع كل حضرة

بيدي لا تضام فخذ مقالي

أنا مقدام أهل الوقت جمعا

أنا متبوع فيهمو قطب وآل

ومن صغري استمد الكل مني

مدادي وارتقى سطح الكمال

وحالي ليس يدركه الطحاطح

تعلم حالتي واشطح بحال

أتدري من أنا يا من تفرد

وهو روحي ورب بلا محال (٢)

وتبعا لهذا فإن آل الميرغني يدعون الناس طرا إلى اتباعهم والدخول في طريقتهم لكي ينالوا السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة فيقول الميرغني (الختم):

ألا يا معشر الناس

لنا الرحمن أجرا

مدادا ثم طه

تولانا وأمرا

فمن يأتي إلينا

بدنياه والأخرى

سيلقى كل عز

وإحسانا وبرا

علوا فوق خلق

وينجو يوم حشرا

وندخله الحضائر

ونعطي ما يسرا

ومن يعرض فحسبه

وبالآثام خسرا

وهما ثم غما

وخفضا معه ذعرا

وفي الأخرى سيلقى

من المختار زجرا

فهيا من يردنا

يجينا نحن أمرا

سنعطيه مراما

وفضلا نعم فخرا (٣)

ويقول أيضا داعيا الناس إلى أن يلوذوا بهم ويدعوا ما سواهم حتى ينالوا المكارم لأنهم هم أهل الوقت:

فمن يتبع لأهل الوقت يحظى

ومن عنهم يجد يلقى بلايا

فيا إخوان يا أهل العصر لوذوا

بنا ودعوا سواناهم خوايا

فمن يشغل بقول أبي وشيخ

يقصر يا محبي في العطايا

ومن يخلص ينل عني المكارم

وحب الأولياء جمعا سمايا (٤)

بل يدعي الميرغني الكبير أن مجرد رؤيته ينال بها المحظي الجنة وأن الرسول صلى الله عليه وسلم بشره بذلك وينقل عنه ابنه جعفر ذلك فيقول: (سمعته مرارا يقول: "من رآني أو رأى من رآني إلى خمسة لا تمسه النار"، يقول: قال لي جدي النبي المختار) (٥). ويقول الميرغني نفسه ذلك ناسيا الوعد بإدخال من يراه الجنة إلى الله سبحانه وتعالى؛

لقد صار رب العزة سمعي وناظري

وقلبي ورجلي مع يدي ولساني

وأوعدني أن لا يعذب مسلما

رآني حقيقا أو رأى من رأني

وإني كبير الأولياء بأسرهم

جمعنا من العرفان كل بيان (٦)


(١) ديوان ((النفحات المدنية))، (ص ٩٣).
(٢) ديوان ((شفاء القلوب))، (ص ٧٤)، وانظر أيضا (ص ٧٦).
(٣) ديوان ((النفحات المدنية))، (ص ٤٦).
(٤) ديوان ((النفحات المدنية))، (ص ٥٥).
(٥) ديوان ((النفحات المدنية))، (ص ٤٨).
(٦) ديوان ((النفحات المدنية))، (ص ٩٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>