للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما " فتح الرسول ومفتاح بابه للدخول ": فقد ذكر الميرغني أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشره أن بها يحصل سر الفتح والقرب منه في الدارين. وهي مقسمة إلى أحزاب سبعة بعدد أيام الأسبوع بدءا بالسبت وانتهاء بالجمعة، وكل حزب منها يتضمن خمسة فصول: الفصل الأول: يشتمل على أحاديث في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، والثاني: في الصلاة عليه، والثالث: في صلاة الصحابة والتابعين، والرابع: فيما صلى به كمل العارفين، والخامس: فيما صلى به المؤلف نفسه. ولا شك أن تخصيص يوم معين بدعاء معين ابتداع لا دليل عليه من الشرع، ولم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه، وفي الدعاء الذي هو عبادة وفي الذكر ينبغي التقيد بما أثر عنه صلى الله عليه وسلم من هدي، أما مضامين هذه الفصول فإن ما ذكره مؤلف هذه الصلاة من أحاديث في فضل الصلاة عليه فإن المؤلف لم يتقيد بصحتها بل أورد كثيرا من الأحاديث الضعيفة وحرص على نسبتها إلى مظانها في الكتب وربط ذلك بسجع متكلف يهتم باللفظ أكثر من اهتمامه بالمعنى، فلنستمع إليه وهو يقول: اللهم صلى وسلم وبارك على الراحم لنا بقوله: ((إذا صليتم علي فعمموا)) (١) اللهم صلي وسلم عليه عدد ما قرئ هذا الحديث في شرح الشرعة، وعلى آله وصحبه أهل الشرف والرفعة ". ثم يورد حديثا آخر ويقول: اللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما نظر هذا الحديث في " تنبيه الغافلين "، وعلى آله وصحبه الرحماء بينهم الأشداء على الكافرين ". وبعد حديث آخر يقول: اللهم صلي وسلم وبارك عليه عدد ما حكي هذا الحديث في المستطرف والنزهة، وعلى آله وصحبه التاركين لكل شبهة " (٢)، وهكذا يجري هذا الفصل والفصول المشابهة له في أدعية الأيام الأخرى. وفي الفصول التي خصصها للصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، لم يلتزم المؤلف بالصيغ المأثورة الصحيحة الواردة في الصلاة على النبي، بل زاد عليها أشياء لا أصول لها كقوله: " اللهم وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد (٣). وفي الفصل الثالث يورد بعض الصلوات المنسوبة إلى علي وابن مسعود رضي الله عنهما (٤).ولم يؤثر أنه كان لهؤلاء الصحابة صلوات خاصة بل كانوا متقيدين بالصيغ الصحيحة الواردة عنه صلى الله عليه وسلم، وفي الفصل الرابع يورد المؤلف صلوات لأحمد بن إدريس، وابن مشيش، والشاذلي، وعبد الله المحجوب. وأحمد البدوي وغيرهم من أعلام الصوفية، وبعض هذه الصلوات يحمل في طياته معاني وحدة الوجود وصيغ التجلي والفناء البدعي، كصلاة ابن مشيش مثلا التي يقول فيها: اللهم ألحقني بنسبه وحققني بحسبه وعرفني إياه معرفة أسلم بها من موارد الجهل وأكر بها من مواهب الفضل واحملني على سبيله إلى حضرتك حملا محفوفا بنصرتك، واقذف بي على الباطل فأدمغه، وزج بي في بحار الأحدية وانشلني من أوحال التوحيد، وأغرقني في عين بحر الوحدة حتى لا أرى ولا أسمع ولا أجد ولا أحس إلا بها (٥). وفي بعضها إشارة إلى النور المحمدي كصلاة أحمد البدوي: اللهم صلي وسلم وبارك على سيدنا محمد شجرة الأصل النورانية ولمعة القبضة الرحمانية. . اللهم صلي وسلم على سيدنا محمد السابق للخلق نوره ورحمة للعالمين ظهوره (٦).


(١) قال السخاوي في ((المقاصد الحسنة)) (٦١) لم أقف عليه بهذا اللفظ، لكن رواه ابن عساكر بلفظ (صلوا على النبيين إذا ذكرتموني فإنهم قد بعثوا كما بعثت) كما في ((الجامع)) للسيوطي، وحسنه الألباني.
(٢) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٢).
(٣) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٦).
(٤) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ١٨).
(٥) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ٢٠).
(٦) ((مجموعة فتح الرسول))، (ص ٢٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>