للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تؤمن النصيرية بتناسخ الأرواح, وأن الروح عندما تفارق الجسم بالموت تتقمص ثوبا آخر, وهذا الثوب يكون على حسب إيمان هذا الشخص بديانتهم أو كفره بها, وعلى هذا فهم يرون أن الثواب والعقاب ليسا في الجنة والنار وإنما في هذه الدنيا على حسب التراكيب والتقمصات الناسوتية والمسوخية التي تصيب الروح. وهم إضافة إلى ذلك يؤمنون بعالم روحاني تسكنه المخلوقات العليا أو النجوم وهذه المخلوقات تفيض بالنور بشكل متسلسل وفق ترتيب السموات السبع, وهؤلاء يشكلون العالم النوراني الكبير, وتتكون السموات السبع من أهل المراتب والكواكب ويعتقد النصيريون أن عدد العالم البشري (١١٩) ألفا ويتكون من المقربين والكروبيين والروحانيين والمقدمين والسائحين والمستمعين واللاحقين, وجميع هذه المراتب من العالم النوراني الذي هبط من السماء النورانية على سبع مراحل وأما عالم الظلمة فيضم الأرواح التي لبست قمصان المسوخية في كل أدوار مسخها, ومنها المسخ بصورة امرأة (١).وذلك لأنهم يعتقدون أن المرأة لا تستحق أن تكون مؤمنة فإذا قدر لها ذلك فإنها بعد موتها ترد بصورة رجل مؤمن لأن صورة المرأة هي هبوط من الدرجة التي سما لها المؤمن, أما الرجل الكافر بدينهم فيعتقدون أنه عندما يموت ترد روحه في صورة امرأة كافرة, لأن الشياطين كما يقولون من المرأة والإنسان إذا ارتقى في كفره صار إبليسا وورد في صورة امرأة (٢).ويجري على هذا الاعتقاد قولهم أنه كان قبلنا سبعة أدوار وسبعة أوادم وفي كل دور كان يبعث فيهم آدم ونحن في الدور الثامن وسيبقى الكون والوجود هكذا وإلا يبطل سلطان الله وقدرته (٣).وتقمص الأرواح بالنسبة للمؤمن في نظرهم هو ارتقاؤه في الدرجات والمراتب حتى يخرج من هذه القمصان اللحمية ويلبس قمصان الأنواع وهي النجوم (٤). فالنجوم هم المؤمنون والصالحون. أما الكافر فيحل عليه المسخ والنسخ, فيبقى كذلك على مر الأكوار والأدوار يأتي بقمصان رديئة دنيئة كالحيوانات التي تذبح والتي لا تذبح أو أن يأتي بصورة جامدة من معدن أو حجر فيذاق بذلك حر الحديد وبرده. (٥) ويرى المفضل الجعفي أحد مشايخ ابن نصير أن الحجر والشجر والماء والملح وغير ذلك مما لا يدب ولا يمشي ولا يطير, وهو كما يتحلل من أبدان المؤمن والكافر, فكل من هذه الأشياء من كانت له طعم طيبة ورائحة لذيذة أو ملامسة لينة أو مشرب صافي فإنه يكون مما يتحلل من أبدان المؤمنين, وأما الأشياء التي لها رائحة نتنة وطعمها مر وغير ذلك, فإنه يتحلل من أبدان الكافرين. (٦)


(١) انظر ((دائرة المعارف الإسلامية)) – مادة نصيري- و ((مخطوط تعليم الديانة النصيرية)) (ورقة ١٤) أ. وكتاب ((الهفت والأظلة)) للمفضل الجعفي (ص٣٢)
(٢) كتاب ((الهفت والأظلة)) للمفضل الجعفي (ص١٤٢,١٤٤)
(٣) كتاب ((الهفت والأظلة)) للمفضل الجعفي (ص٨٠)
(٤) كتاب ((تعليم الديانة النصيرية)) – مخطوط – (ورقة ١٦ ب) – و ((كتاب الصراط)) – للمفضل الجعفي – مخطوط – (ورقة ٩٥ ب – ٩٨ أ).
(٥) كتاب ((تعليم الديانة النصيرية)) – ((مخطوط – ورقة ١٧ أ).
(٦) كتاب ((الهفت والأظلة)) (ص ٧٦) ..

<<  <  ج: ص:  >  >>