للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هذه السجلات وأمثالها التي أصدرها الحاكم تدل على مدى خوف الناس من بطشه، حتى التمسوا منه إصدار سجلات الأمان. ولا يوجد ثمة ريب في أن القتل كان في نظر الحاكم خطة مقررة، ولم تكن فورة أهواء فقط، وقد لزم الحاكم هذه الخطة طوال حياته، وفي هذا المعنى يقول الكوثري: (من علم أن مدة الحاكم هذا من سنة ٣٨٦ هـ إلى سنة ٤١١ هـ، يرى الاعتذار عنه بأنه كان مجنونًا كلاما لا يلتفت إليه، لأن من المحال في جاري العادة أن يستبقي حاكم وهو مجنون مدة خمس وعشرين سنة) (١).

وينقل الأستاذ محمد عبد الله عنان عن المستشرق ميللر في الحاكم ما يلي: (وليس لدينا إلا أن نعتقد أنه إما باطني متعصب، توهم في نفسه الإِغراق والألوهية، وإما أمير ذكي بارع في تاريخ أسرته ومذهبها. اعتقد أنه يستطيع أن يسمو فوق البشر وأن يحتقرهم ويصنفهم كالشمع طوع إرادته، وربما كان يجمع في طبيعته المتناقضة بين شيء من هذا وشيء من ذاك) (٢).


(١) محمد زاهد الكوثري ((من عبر التاريخ)) (ص: ٩).
(٢) محمد عبد الله عنان ((الحاكم بأمر الله وأسرار الدعوة الفاطمية)) (ص: ٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>