للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن أقر أن ليس في السماء إله معبود، ولا في الأرض إمام موجود إلا مولانا الحاكم جل ذكره كان من الموحدين الفائزين. كتب في شهر كذ وكذا من سنة كذا وكذا من سنين عبد مولانا جل ذكره ومملوكه حمزة بن علي بن أحمد، هادي المستجيبين، المنتقم من المشركين والمرتدين بسيف مولانا جل ذكره وشدة سلطانه وحده) (١).وقد ورد هذا الميثاق أيضًا في مصحف الدروز في (عرف العهد والميثاق) بوصفه: (العهد الذي أمر مولانا الحاكم جل ذكره، بكتابته على جميع الموحدين الذين آمنوا به، جل ذكره) (٢).

ولكن ورد في هذا المصحف، وقبل الميثاق، عهد جديد، لا نعرفه إلا من هذا المصحف سمي بـ (العهد)، وهذا يعطي انطباعًا لقارئ مصحفهم أن العهد والميثاق متلازمان في العقيدة الدرزية، ولذلك نورد فيما يلي نص هذا العهد، لأهمية ذلك في إيضاح نظرة الدروز وعقيدتهم والباقية للآن في ألوهيتهم للحاكم: (آمنت بالله، ربي الحاكم، العلي الأعلى، رب المشرقين، ورب المغربين وإله الأصلين والفرعين، منشئ الناطق والأساس، مظهر الصورة الكاملة بنوره، الذي على العرش استوى، وهو بالأفق الأعلى، ثم دنا فتدلى، وآمنت به، وهو رب الرجعى وله الأولى والآخرة، وهو الظاهر والباطن.

وآمنت بأولي العزم من الرسل، ذوي مشارق التجلي المبارك حولها وبحاملي العرش الثمانية، وبجميع الحدود، وأومن عاملاً قائمًا بكل أمر ومنع ينزل من لدن مولانا الحاكم، وقد سلمت نفسي وذاتي وذواتي، ظاهرًا وباطنًا، علمًا وعملاً، وأن أجاهد في سبيل مولانا، سرًا وجهرًا بنفسي ومالي وولدي وما ملكت يداي، قولاً وعملاً، وأشهدت على هذا الإِقرار جميع ما خلق بمشارقي ومات بمغاربي.

وقد التزمت وأوجبت على هذا نفسي وروحي بصحة من عقلي وعقيدتي، وإني أقر بهذا، غير مكره أو منافق، وإنني أشهد مولاي الحق الحاكم، من هو في السماء إله وفي الأرض إله، وأشهد مولاي هادي المستجيبين، المنتقم من المشركين المرتدين، حمزة بن علي بن أحمد، من به أشرقت الشمس الأزلية، ونطقت فيه وله سحب الفضل: إنني قد برأت وخرجت من جميع الأديان والمذاهب والمقالات والاعتقادات قديمها وحديثها، وآمنت بما أمر به مولانا الحاكم الذي لا أشرك في عبادته أحدًا في جميع أدواري.


(١) ميثاق ولي الزمان.
(٢) ((مصحف الدروز: عرف العهد والميثاق))، (ص ١١١).

<<  <  ج: ص:  >  >>