للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالعلي الأعلى كل زمان تجريد ولا إمامة فيه، ولم يكن قبله شيء وظهر في أول الدنيا، ثم البار تجريد عن الإِمامة وظهوره في أواخر أدوار الدنيا، وبين العلي والبار تسع وستون كشفة، وبين كل كشف وكشف سبع شرائع، وبين كل شريعة وشريعة سبعة أئمة، ومدة كل إمام مائة ألف سنة، فتكون الأدوار والشرائع من العلي إلى البار ثلثمائة ألف سنة. ثم بعد غيبة مقام البار سبحانه وتعالى، ظهر آدم الجزي الذي هو أحنوخ بشريعة توحيدية يدعو إلى توحيد البار سبحانه، وظهر بعده سبعة أئمة من حروف الصدق وحدوا حدوده، ثم ظهرت بعدهم الشرائع الناموسية بالنطقاء التكليفية الذين هم: نوح، وإبراهيم، وموسى، ومحمد، وسعيد المهدي، وكلهم نفس واحدة، وبين كل ناطق وناطق سبعة أئمة، ودخل أهل الحق في هذه الشرائع المذكورة (١).وأما ظهور أبي زكريا وعليا (٢) والمعل، كان بإمامة مستورة في دور محمد بن إسماعيل، ثم بعد سعيد المهدي ظهر البار سبحانه في مقام القائم والمنصور والمعز والعزيز، وذلك في الخلافة الظاهرة والإِمامة الباطنة. وأما مقام الحاكم فظهر بالثلاث منازل المذكورة، ثم تجرد بالوحدانية وكشف توحيده مدة من السنين، ثم أعطى الخلافة والإِمامة لعلي الظاهر (٣)، الذي هو الدجال، وأعطى الإِمامة الحقيقية إلى صاحبها الذي هو القائم المنتظر حمزة بن علي صلى الله عليه) (٤).

ومما يذكر أن حمزة أيضًا وجميع الحدود الآخرين كانوا يظهرون في هذه الأدوار بأسماء وصور مختلفة.

وفي (رسالة السؤال والجواب) هذا الحوار أيضًا عن المقامات الناسوتية التي ظهر بها اللاهوت:

س: وكم مرة ظهر مولانا الحاكم بالصورة الجسمانية؟

ج: ظهر عشر مرار، وتسمى بالمقامات وهم: العلي، البار، عليا، المعل، القائم، المعز، العزيز، أبو زكريا، المنصور الحاكم.

س: فأول المقامات الذي هو العلي، أين ظهر؟

ج: ظهر في الهند في مدينة يقال لها حين ما حين.

س: والبار أين ظهر؟ ج: بالعجم في مدينة يقال لها أصبهان (٥) ولأجل هذا تقول الفرس بارخدا، وعليا ظهر في اليمن، والمعل ظهر بالمغرب، في صورة رجل مكاري على ألف جمل، والقائم ظهر بالمغرب في مدينة يقال لها المهدية (٦)، ومنها جاء إلى مصر، وأبو زكريا والمنصور ظهرا في المنصورة (٧)، والمنصور كان اسمه إسماعيل.

س: وكيف نقول في باقي الملل، الذين يقولون أننا نعبد الرب الذي خلق السماء والأرض؟ ج: ولو قالوا ذلك لا يصح معهم، لأن العبادة لا تصح بلا معرفة، ولو قالوا عبدنا ولم يعرفوا أن الرب هو الحاكم بذاته فتكون عبادتهم كاذبة) (٨).


(١) يقصد بأهل الحق. الدروز.
(٢) كذا بالأصل.
(٣) يقصد خليفة الحاكم وابنه علي.
(٤) مخطوط ذكر ما يجب أن يعرفه الموحد، مخطوط في مكتبة القديس بولس في الجامعة الأمريكية ببيروت (رقم ٢٠٦) ويوجد شريط عنه في الجامعة الأردنية (رقم ٧١٥).
(٥) مدينة عظيمة مشهورة في بلاد فارس.
(٦) مدينة اختطها المهدي عبد الله، وهي في أفريقية قرب القيروان.
(٧) وهي في موضعين، الأول في أرض السند، والثانية أيضا قرب القيروان في أفريقية استحدثها المنصور بن القائم بن المهدي بالمغرب سنة ٣٣٧ هـ.
(٨) ((رسالة السؤال والجواب)): مخطوط في مكتبة القديس بولس في الجامعة الأمريكية ببيروت (رقم ٢٠٦)، وعنه شريط في الجامعة الأردنية (رقم ٧١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>