للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد رد شيخ الإسلام على هذه الدعوى بنقل النصوص العديدة لعشرات الأئمة والعلماء من السلف وممن جاء بعدهم من مختلف الطوائف: من الفقهاء: المالكية، والشافعية، والحنفية، والحنبلية، والظاهرية، وأهل الحديث، والصوفية والشيعة وأهل الكلام والفلسفة غيرهم. فكيف يقال مع هذا إنه لم يقل بالعلو إلا الحنابلة والكرامية؟.ومن هؤلاء الأئمة الذين أثبتوا العلو ونقلت أقوالهم: عبدالله بن المبارك، وربيعة، والإمام مالك، والشافعي، وأحمد، وأبو حنيفة، والبخاري، والفضيل ابن عياض، وسليمان بن حرب، وابن خزيمة، والصابوني، والحاكم، وابن عبدالبر، وابن أبي زمنين، وأبو نصر السجزي، وأبو عمر الطلمنكي، ونصر المقدسي، وأبو نعيم الأصبهاني، وأبو أحمد الكرخي، وأبو محمد المقدسي، وابن أبي حاتم، والخلال، وعبدالله بن الإمام أحمد، والقرطبي، والبيهقي، وابن رشد، وغيرهم كثير جدا، وأقوالهم ونصوصهم مدونة يثبتون فيها هذه الصفة ويردون على من تأولها (١).

فكيف يدعي الرازي أنه لم يثبت العلو سوى الحنابلة والكرامية؟.الثاني: أن من المخالفين للرازي – ولمتأخري الأشعرية كالجويني والغزالي، والآمدي – شيوخهم المتقدمين من أئمة الأشاعرة، كابن كلاب، والقلانسي، والمحاسبي، وأبي الحسن الأشعري، وتلاميذه كابن مجاهد، وأبي الحسن الطبري، والباقلاني، وابن فورك – في أحد قوليه – والقاضي أبي يعلي، والقرطبي، والخطابي، وغيرهم ممن جاءت نصوصهم صريحة واضحة في إثبات العلو والرد على الجهمية (٢).فهؤلاء المتأخرون النفاة من الأشاعرة مخالفون لأقوال شيوخهم، وقد علق شيخ الإسلام على ذلك – بعد نقله أقوال أولئك في إثبات العلو وغيره من الصفات – بقوله: "فإذا كان قول ابن كلاب والأشعري وأئمة أصحابه، وهو الذي ذكروا أنه اتفق عليه سلف الأمة وأهل السنة، أن الله فوق العرش، وأن له وجها ويدين، وتقرير ما ورد في النصوص الدالة على أنه فوق العرش، وأن تأويل "استوى" بمعنى استولى هو تأويل المبطلين ونحو ذلك – علم أن هذا الرازي ونحوه هم مخالفون لأئمتهم في ذلك، وأن الذي نصره ليس هو قول ابن كلاب والأشعري وأئمة أصحابه، وإنما هو صريح قول الجهمية والمعتزلة ونحوهم، وإن كان قد قاله بعض متأخري الأشعرية كأبي المعالي ونحوه" (٣).


(١) انظر: أقوال هؤلاء في ((درء التعارض)) (٦/ ٧٨ - ٨٢، ٢١٢ - ٢٢٦، ٢٥٠ - ٢٦٧)، ((ومجموع الفتاوى)) (٥/ ١٣٦ - ١٤٣، ١٧٥ - ١٨٣، ٢٥٦ - ٢٦١، ٣١٤ - ٣١٧)، و ((القاعدة المراكشية)) (ص: ٥٥ - ٥٧، ٦٢ - ٧٩) – ط دار طيبة، و ((نقض التأسيس)) – مطبوع – (٢/ ٣٥ - ٤٥) – مخطوط – (١/ ٦١ - ٦٥).
(٢) انظر نصوص أقوالهم في: ((درء التعارض)) (٢/-١٢ - ١٣، ٦/ ١١٩ - ١٣٤، ١٩٣ - ٢١٢، ٢٤٢ - ٢٤٣)، و ((مجموع الفتاوى)) (٥/ ١٥٢، ١٣/ ١٧٤، ١٦/ ٨٩ - ٩١)، و ((منهاج السنة)) (٢/ ٢٥١ - ٢٥٢) – ط دار العروبة – المحققة – و ((نقض التأسيس)) – مطبوع – (١/ ١٢٧، ٢/ ١٤ - ٣٥، ٤٣٣ - ٤٣٩)، - مخطوط – (١/ ٥٥ - ٨٢، ٢/ ١٠٩ - ١١١، ١٨١ - ١٨٢)، وغيرها كثير جدا.
(٣) ((نقض التأسيس)) – مطبوع – (٢/ ٣٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>