٤ – البراءة من الأبالسة والطغيان – والمقصود الأنبياء -.
٥ – التوحيد للمولى في كل عصر وزمان.
٦ – الرضا بفعله كيفما كان.
٧ – التسليم لأمره في السر والحدثان.
ولا عجب في تفاني حمزة بالحث على الرضا والتسليم إذ يعلم أن القوم سوف يقرأون ما كتبه عن أفعال الحاكم مما يثير الاعتراض وسوء الظن ولذا شدد على ذلك وقال في رسالة الرضا والتسليم: (إياكم أن تكرهوا شيئا من أفعال مولانا فيكم، أو تظنوا به ظن السوء).
وهذه السبع فرائض التوحيدية هي عوض السبع دعائم التكليفية:
فصدق اللسان عوض الصلاة.
وحفظ الإخوان عوض الزكاة.
وترك عبادة العدم والبهتان عوض الصوم.
والبراءة من الأبالسة والطغيان عوض الحج.
والتوحيد لمولانا عوض الشهادتين.
والرضا بفعله كيفما كان عوض الجهاد. والتسليم لأمره في السر والحدثان عوض الولاية) (١).
وفي كتاب النقط والدوائر حديث عن هذه الفرائض، ومركز كل منها في معتقد الدروز، حيث يقول كاتب هذا الكتاب:
والتوحيد هو المركز الأوسط، لأنه بمحل الهيولي الساري في الطبائع، فهكذا التوحيد ساري في الفرائض الأربعة المذكورة فما تقوى إلا به، وكذلك التوحيد لا يقوى ولا يكمل في نفس الموحد إلا بعلمه بهذه الفرائض، كما قال: إن سدق اللسان هو الإِيمان والتوحيد بكماله.
وقال عن حفظ الإِخوان: وأن بحفظهم يكمل إيمانكم أي توحيدكم. وقال عن ترك العدم: إن العدم مضاد للوجود وسبيل يستدرج إلى الإِنكار والتعطيل والجحود. وقال عن البراءة: فمن اعترف منكم منهم بولد أو والد أو أخ أو ذكر أو أنثى، فهو ناكث للدين بريء من عظام الحجج والآيات.
ثم إنك إذا نظرت إلى دائرة هذه الفرائض، فترى كل فريضة مقابلة ضدها وهي في ذاتها دائرة، فترى سدق اللسان مقابلة ترك العدم، وترى حفظ الإخوان قبالة البراءة من الأبالسة، وفي ذلك أيضا فائدة، وهي لما كانت هذه الفرائض قسمان: أمر ونهي، فكان في هذه الدائرة اثنتان أمر وهما: سدق اللسان وحفظ الإخوان واثنتان نهي وهما: ترك العدم والبراءة من الأبالسة.
وأما المركز الذي هو التوحيد، فهو الوجود والتنزيه الذي هو قاعدة العبادات والفرائض كلها لكونه في عدد الفرائض خامسًا، لأنه غاية ونهاية، وكذلك لكون مجتمع القوة في الخامس من كل شيء، والحجج أربعة والإِمام خامسهم وهو أفضلهم، وكذلك اجتمعت القوة في الناطق الخامس والأساس الخامس والإِمام الخامس، وكذلك المقامات الخمسة التي ظهرت بالمُلك خامسهم الحاكم وهو الذي كشف التوحيد.
وأما الرضى والتسليم فهما فروع، كما أن أصول الدعائم خمسة، والجهاد والولاية فروع أيضًا.
ولما كان لا وصول إلى توحيد الباري سبحانه إلا بعد معرفته، فلذلك جعلت المعرفة أول الفرائض كما قال: ويجب على سائر الموحدين أن يعلموا أن أول المفترضات عليهم معرفة مولانا جل ذكره عن جميع المخلوقات.
وهذه الفريضة التي هي المعرفة تفرعت عن الفريضة الخامسة التي هي التوحيد.
وأما السدق فيلزم العبد في عشرة أحوال، وهي أصول لفروع كثيرة:
التسديق بألوهية الباري سبحانه ووجوده في الصورة الناسوتية، وتنزيهه عن الصفات البشرية.
ثم التسديق بإمامة قائم الزمان صلوات الله عليه، وأنه الإِمام السادق فيما بينه وشرعه وحلله وحرمه وأمره ونهاه.
ثم التسديق بفضيلة الحدود صلوات الله عليهم أعني الأربعة وشرفهم وكمالهم.
ثم التسديق ببقية حروف السدق سلام الله عليهم.
والتسديق بفريق الهدى أنهم الأمة الناجية من جميع الأمم.
ثم التسديق بالحكمة الشريفة أنها الدين الناجي.
(١) مخطوط (ذكر ما يجب أن يعرفه الموحد): مكتبة القديس بولس، الجامعة الأمريكية في بيروت (رقم ٢٠٦) – ويوجد شريط عنه في الجامعة الأردنية رقم ٧١٥.