ثم التسديق بانتقال النفوس الناطقة في الأجسام البشرية.
ثم التسديق بالقضاء والقدر وأنه عدل جاري من الله.
ثم التسديق بالقيامة أنها آتية بغتة لا ريب فيها ولابد منها.
ثم التسديق للإخوان الثقات فيما يقولوه. أما البراءة من الأبالسة والطغيان، فالأبالسة والطغيان مجتمع كل فريق الضلال أولهم إبليس اللعين، فكلهم أبالسة وكلهم طغيان والإبلاس هو الإياس من الرحمة والبعد عن الغير (١).
وقد خصصت إحدى رسائل الدروز الكبرى، والتي ألفها حمزة لنقض وإسقاط فرائض الإِسلام وعنوانها (الكتاب المعروف بالنقض الخفي) نورد هنا مقتطفات منها لأهميتها البالغة في معرفة نظرة الدروز إلى فرائض الإِسلام، يقول حمزة في هذه الرسالة:(أما بعد، فقد سمعتم قبل هذه الرسالة نسخ الشريعة بإسقاط الزكاة عنكم، وأن الزكاة هي الشريعة بكاملها. وقد بينت لكم في هذه الرسالة نقضها دعامة دعامة، ظاهرها وباطنها، وأن المراد في النجاة من غير هذين جميعًا، وقد سمعتم بأن يصير هذا الباطن المكنون الذي في أيديكم ظاهرًا والظاهر يتلاشى ويظهر معنى حقيقة الباطن المحض، وهذا وقته وأوانه وتصريح بيانه للموحدين، لا للمشركين، إلى أن يظهر السيف فيكون ظاهرًا مكشوفًا، طوعًا وكرها، وتؤخذ الجزية من المسلمين والمشركين كما تؤخذ من أهل الذمة، وقد قرب إن شاء مولانا وبه التوفيق.
فأول البناء وقبة النهاء شهادة (لا إله إلا الله، محمد رسول الله)، التي حقن بها الدماء، وصين بها الفروج والأموال، وهي كلمتان: دليل على السابق والتالي، وهي أربعة فصول: دليل على الأصلين والأساسين، وهي سبع قطع: دليل على النطقاء السبعة، وعلى الأوصياء السبعة، وسبعة أيام، وسبع ليالي، وسبع أرضين، وسبعة جبال، وسبعة أفلاك، وأمثال هذا أسابيع كثيرة، وهي اثنا عشر حرفا، دليل على اثني عشر حجة الأساسية، وثانية بالمعرفة محمد رسول الله، ثلاث كلمات دليل على ثلاثة حدود: الناطق والثاني فوقه، والسابق فوق الكل.
وهي ست قطع دليل على ستة نطقاء، وهي اثنا عشر حرفا دليل على اثنتي عشرة حجة له بإزاء الأساسية.