للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقوله الأول هو شطر البيت من هذه القصيدة – الجاهلية – مع تغييره في اللفظ .. إذ في قوله (ومقامها وفي القصيدة (فمقامها) وقوله الثاني هو شطر البيت التاسع والثلاثين من القصيدة الذي هو: صادفن منها غرة فأصبنها إن المنايا لا تطيش سهامها (١).والقادياني يروي هذا البيت مرة أخرى مع التحريف فيه فيقول (إن المنايا قد تطيش سهامها) (٢) وهذا في غاية الحمق وسوء المعتقد إذ المنية وهي الموت لا تطيش عن أحد وهي بقدر الله عز وجل وقد كان لبيد في قصيدته الجاهلية خيرا منه إذ عرف أن المنية لا تطيش ولا تخطئ.

وأما الكلام الذي لا يدرى ما هو فما تقدم وهو (إيلي إيلي لما سبقتني إيلي أوس) فأي شيء هذا يا ترى؟ الله أعلم.

هذه هي مجموع ما أوحى به إلى القادياني خليط من كل شيء ويبدو أنه كان يتكلم بكل ما يأتي على لسانه ويدعي أنه وحي فما دام أن في عالم البشر من لا يفرق بين الرشد والغي والعقل والجنون فليقل ما شاء وليفعل ما أراد.

خامسا: أما عن تنبؤاته فالواقع أن علم الغيب لا يعلمه أحد من البشر ولا يخاطر بالتحدث عنه عاقل إلا من قبيل الحدس والظن أما الأنبياء الذين يتصلون بالله سبحانه وتعالى فإنهم يتحدثون عن ذلك وهم واثقون من تحقق ما يخبرون به ويقع موافقا لما أخبروا به لأنهم يتلقون ذلك من الله عز وجل الذي يعلم السر وأخفى.

ولكن القادياني الذي يزعم الاتصال بالله عز وجل وأنه يتلقى منه الوحي فقد اقتحم ذلك الميدان وخاطر بنفسه فيه وأخبر بوقوع تلك التي لم يتحقق منها شيء.

فقد تنبأ بموت ذلك الرجل النصراني فلم يمت فحاول أن يخدع الناس بأنه شرط الموت بعدم عودة النصراني إلى الحق ولكن النصراني تاب فلم تتحقق النبوءة فرد عليه النصراني بما فضحه وأظهر كذبه.

ثم تنبأ بزواجه من تلك المرأة وأن الذي يتزوجها غيره يموت فلم يتزوجها هو ولم يمت زوجها.

ثم تنبأ بأنه سيولد له ولد ذكر فولدت زوجته بنتا ولم تأت بولد.

ثم تنبأ كذلك بعدها بأنه يولد له ولد فكان خلاف ما ذكر.

ثم تنبأ أنه يتزوج نسوة أخريات ويولد أولاد فلم يتزوج بعد هذه النبوءة ولم يولد له. وتنبأ أن ولده مبارك أحمد يكبر ويكون مصلحا وصاحب العظمة ولكن الله أخزاه فمات بعد ثمان سنوات (٣).


(١) (([١٦١٩٨] ((شرح القصائد التسع المشهورات)) (١/ ٣٩٩).
(٢) (([١٦١٩٩] ((تذكرة)) (ص٦٧٢).
(٣) (([١٦٢٠٠] يراجع كتاب (القاديانية)) لإحسان (ص ١٧٥ - ١٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>