للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وللحنفية عدة أصول باطلة فاسدة حماية للمذهب يحتاج إبطالها إلى كتاب مستقل ولي في ذلك كتاب،، علًة يفتح لإخراجه باب،،

وأما النوع الثاني: من المحتف بالقرائن - وهو المسلسل بالأئمة - فقد حكى السهيلي إفادته العلم اليقيني عن بعض الشافعية (١).وحكاه الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن علي الشيرازي (٤٧٦هـ) عن بعض المحدثين (٢).قلت: وجزم به الحافظ ابن حجر حيث قال: "فإنه يفيد العلم عند سامعه بالاستدلال من جهة جلالة رواته، وأن فيهم من الصفات اللائقة الموجبة للقبول ما يقوم مقام العدد الكثير من غيرهم ... " (٣).

قلت: وإلى هذا يشير كلام العلامة الكشميري الديوبندي حيث يقول: "فإن واحداً قد يزن جماعة بل يرجحهم ... ؛

ليس على الله بمستنكر ... أن يجمع العالم في واحد

وأما النوع الرابع: من المحتف بالقرائن - وهو المتلقى بالقبول - فهذا النوع بمدلوله أعم من الأنواع الثلاثة الأولى فهو يشملها جميعاً سواء كان في (الصحيحين) أو كان مشهوراً، أو كان مسلسلاً بالأئمة، فهو يفيد العلم اليقيني القطعي النظري، وهو مذهب كثير من أهل الكلام من المعتزلة، والماتريدية والأشعرية ومذهب أهل الحديث قاطبة والسلف عامة، وهو مذهب عامة المحققين من كبار أئمة الحنفية، والمالكية والشافعية، والحنابلة، ولم يخالف في ذلك إلا شرذمة قليلة من المتأخرين تبعاً لبعض المتكلمين، فلا عبرة بهم، كما صرح به شيخ الإسلام وغيره (٤).

ولا شك أن أحاديث الصفات لا تخلو من هذا النوع فهي مفيدة للعلم القطعي اليقيني فكيف يصح دعوى الماتريدية وغيرهم من المتكلمين: أنها أخبار آحاد، لا تفيد إلا الظن؟.

وفيما يلي عرض بعض نصوص العلماء إتماماً للحجة وإيضاحاً للمحجة وقطعا لأعذار الماتريدية وإلقامهم الأحجار.

١ - الإمام عيسى بن أبان (٢٢١هـ) وهو من كبار أئمة الحنفية الأوائل (٥) فقد حكي عنه أنه قال:"خبر الواحد إذا عمل عليه أكثر الصحابة وعابوا من لم يعمل به يقطع به" (٦).

٢ - أبو هاشم عبدالسلام بن محمد الجبائي الحنفي، إمام الهاشمية من المعتزلة (٣٢١هـ) (٧).

٣ - أبو الحسن عبيد الله بن الحسن الكرخي أحد كبار أئمة الحنفية (٣٤٠هـ) (٨).

٤ - وقال الإمام أبو بكر بن علي الجصاص إمام الحنفية في وقته (٣٧٠هـ) (٩).


(١) ((مكانة الصحيحين)) (ص ١٣٣ - ١٣٤)، للدكتور خليل إبراهيم ملا خاطر عن ((المنهج في علوم الحديث)) للدكتور محمد بن محمد السماحي: (٧٢)، ط: القاهرة، عن السهيلي.
(٢) ((انظر التبصرة)) (ص ٢٩٨) للشيرازي.
(٣) ((نزهة النظر)) (ص ٢٧) و ((شرحها للقاري)) (ص٤٥)، وانظر ((تدريب الراوي)) (١/ ١٣٤).
(٤) انظر ((مختصر الصواعق المرسلة)) (٢/ ٤٧٤ - ٤٧٥)، و ((اختصار علوم الحديث مع شرحه الباعث الحثيث)) (ص ٣٦)، ((محاسن الاصطلاح)) (ص ١٠١)، ((النكت على ابن الصلاح)) (١/ ٣٧٦)، ((فتح المغيث)) (١/ ٥١)، ((تدريب الراوي)) (١/ ١٣٣)، و ((قواعد التحديث)) (ص ١٨٥)، ((توجيه النظر)) (ص ١٣٤)، وسيأتي قريباً نص كلام شيخ الإسلام.
(٥) انظر مكانته الجليلة عند الحنفية في ((الجواهر المضية)) (٢ - ٦٧٨ - ٢٨٠)، و ((الفوائد البهية)) (ص ١٥١).
(٦) ((المعتمد)) لأبي الحسين البصري الحنفي المعتزلي (٢/ ٨٦) عنه.
(٧) انظر رأيهما في ((المعتمد)) (٢/ ٨٤)، و ((تيسير التحرير)) (٣/ ٨٠).
(٨) انظر رأيهما في ((المعتمد)) (٢/ ٨٤)، و ((تيسير التحرير)) (٣/ ٨٠).
(٩) ((انظر مكانته وترجمته في ((الجواهر المضية)) (١/ ٢٢٠ - ٢٢٤) ((الطبقات السنية)) (١/ ٤١٢ - ٤١٥)، و ((الفوائد البهية)) (ص ٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>