للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا قرأ القارئ القرآن - فصوته مخلوق والمقروء غير مخلوق. فالصوت المسموع من العبد صوت القارئ والكلام الذي يقرؤه القارئ كلام الباري (١).فتكلم العباد بكلام رب العباد،، لا يجعل كلام رب العباد ككلام العباد (٢)،،؛لأن كل كلام ينسب إلى الله قائله الأول، إن كان نثراً فإلى ناثره، أو شعراً فإلى شاعره (٣).أما القائل الثاني فهو مُبَلِّغٌ ومؤدٍ كلام القائل الأول وناقلًَ له (٤).وهذه حقيقة اعترف بها الماتريدية أيضاً (٥).فالقرآن نفسه في الكتاب المكنون، وهو نفسه في المصاحف، وهو نفس ما نقرؤه بألسنتنا (٦). فلا يخرج القرآن بهذه الاعتبارات عن أن يكون كلام الله على الحقيقة وعن أنه غير مخلوق. وليس هذا كذكر الأعيان باللسان كما زعمته الماتريدية (٧)، فإن الفرق بين ذكر الأعيان باللسان وبين التكلم بالقرآن شاسع والبون واسعٌ (٨) لأن من تلفظ بكلمة "النار" لا يحترق لسانه؛ لأنه لم يتناول "جمرة النار" بمجرد ذكره النار، بخلاف من تلفظ بكلام الله تعالى، فإنه قد أدّى كلام الله على الحقيقة.


(١) ((مجموع الفتاوى)) (١٢/ ٥٨٤ - ٥٨٥)، و ((مجموعة الرسائل والمسائل)) (٣/ ٣٨٨).
(٢) ((الواسطية مع شرحها)) للدكتور هراس (ص ١٢٦ - ١٢٧)، و ((ضمن مجموع الفتاوى)) (٣/ ١٤٤، ١٢/ ٢٨٨ - ٢٨٩)، وانظر: ((العلو)) للذهبي (ص ١٤٠ - ١٤٢)، و ((مختصر العلو)) (ص ٢٠٩ - ٢١١).
(٣) ((الواسطية مع شرحها)) للدكتور هراس (ص ١٢٦ - ١٢٧)، و ((ضمن مجموع الفتاوى)) (٣/ ١٤٤، ١٢/ ٢٨٨ - ٢٨٩)، وانظر: ((العلو)) للذهبي (ص ١٤٠ - ١٤٢)، و ((مختصر العلو)) (ص ٢٠٩ - ٢١١).
(٤) ((الواسطية مع شرحها)) للدكتور هراس (ص ١٢٦ - ١٢٧)، و ((ضمن مجموع الفتاوى)) (٣/ ١٤٤، ١٢/ ٢٨٨ - ٢٨٩)، وانظر: ((العلو)) للذهبي (ص ١٤٠ - ١٤٢)، و ((مختصر العلو)) (ص ٢٠٩ - ٢١١).
(٥) انظر: ((كتاب التوحيد)) للماتريدي (ص ٥٨)، ((المسايرة مع المسامرة)) (ص ٣٧٦ - ٣٧٧).
(٦) انظر: ((تحقيق هذا المطلب في مجموع الفتاوى)) (١٢/ ٣٨٢ - ٣٩١، ٥٦٤ - ٥٦٦)، وانظر أيضاً كلام ابن قتيبة في ((تأويل مختلف الحديث)) (ص ٢٠٢)، وفي طبعة (ص ١٣٦) ونقل عنه شيخ الإسلام: ((في مجموع الفتاوى)) (١٢/ ٣٨٨)، كلاما مهما في نقل الإجماع على أن القرآن في المصحف حقيقة لا مجاز.
(٧) انظر: ((تحقيق هذا المطلب في مجموع الفتاوى)) (١٢/ ٣٨٢ - ٣٩١، ٥٦٤ - ٥٦٦)، وانظر أيضاً كلام ابن قتيبة في ((تأويل مختلف الحديث)) (ص ٢٠٢)، وفي طبعة (ص ١٣٦) ونقل عنه شيخ الإسلام: ((في مجموع الفتاوى)) (١٢/ ٣٨٨)، كلاما مهما في نقل الإجماع على أن القرآن في المصحف حقيقة لا مجاز.
(٨) انظر: ((تحقيق هذا المطلب في مجموع الفتاوى)) (١٢/ ٣٨٢ - ٣٩١، ٥٦٤ - ٥٦٦)، وانظر أيضاً كلام ابن قتيبة في ((تأويل مختلف الحديث)) (ص ٢٠٢)، وفي طبعة (ص ١٣٦) ونقل عنه شيخ الإسلام: ((في مجموع الفتاوى)) (١٢/ ٣٨٨)، كلاما مهما في نقل الإجماع على أن القرآن في المصحف حقيقة لا مجاز.

<<  <  ج: ص:  >  >>