للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العصريين ... ولعمري هذه الحكمة العجيبة، جعل نظام كلامه كنظام فعله، فما أتقن الفعل وما أحسن القول) (١).

وهنا نجد الشيخ يرى هذا وأمثاله هو الإعجاز الذي هو بحاجة إلى أن يتبينه العلماء ويبينوه، يقول: (وعندي أن هذا وأمثاله هو الإعجاز، والحكم، لا التاكيد بإنَّ ولا الجناس والطباق ولا غيرها، ألا فليتق الله العلماء، وليبينوا للناس ما نزل إليهم ولعلهم يتفكرون) (٢).

٤ - وفي قوله تعالى: {فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُبِينٍ (١٠) يَغْشَى النَّاسَ هَذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ} [الدخان: ١٠ - ١١] يقول:

١ - يوم شدة ومجاعة فتقل الأمطار وبقلتها يظلم الهواء ويكثر الغبار.

٢ - أو يأتي شر غالب يعبر عنه العرب بلفظ دخان.

٣ - أو أن الجائع يخيل له أن بينه وبين السماء دُخانًا، ولقد قحط العرب حتى أكلوا جوف الكلاب وعظامها.

٤ - أو هو دخان يجيء قبل قيام الساعة ولم يأت سابقًا، وقد جاء في الحرب الكبرى التي بدأت سنة ١٩١٤ ميلادية، فإن الدخان كان فيها من أعظم الآلات الحربية) (٣).

يتضح لنا من تفسير هذه الآيات الكريمة، أن المفسر الفاضل ليس شغوفًا بالخروج بظاهر القرآن عن صحيح المأثور ومقتضيات اللغة، وإنما كل حرصه أن يبين إعجاز القرآن العلمي، لمن خدعتهم المدنية الغربية، نعم ما ذكره في الآية الأولى ورد غيره عن ابن عباس رضي الله عنهما، كما تقدم من قبل وسبق حديثنا


(١) الجواهر جـ ١٣ ص ٢٣٦.
(٢) الجواهر جـ ٢١ ص ١٢٣٦.
(٣) الجواهر جـ ٢١ ص ١٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>