للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الآيات التي نُسجت حولها كثير من الآيات والخرافات كآية السحر في سورة البقرة: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ} [البقرة: ١٠٢]، فقد فسَّرها الشيخ رحمه الله على ما يقتضيه ظاهرها دون الاعتماد على شيء من تلك الروايات (١).

وأما في الآيات التي تتصل بالعقيدة وأسماء الله تعالى وصفاته، فقد فسَّرها السعدي على المذهب السلفي، وحذا فيها حذو ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله تعالى، والسعدي متأثر بهذين العالمين كما يظهر في أسلوبه وبما رأيته في تفسيره كلِّه.

فعند قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الأعراف: ٥٤] قال: "استواء استواءً يليق بجلاله وعظمته وسلطانه (٢)، وقال في موضع آخر: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [الحديد: ٤] استواءً يليق بجلاله فوق جميع خلقه (٣).

وعند قوله تعالى: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} [يونس: ٢٦] قال الشيخ الهم (الحسنى) وهي الجنة الكاملة في حسنها، (وزيادة) وهي النظر إلى وجه الله الكريم، وسماع كلامه، والفوز برضاه، والبهجة بقربه" (٤).

وعند قوله تعالى: {بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: ٨١]، قال السعدي: "وقد احتج بها الخوارج على كفر صاحب المعصية، وهي حجة عليهم كما نرى، فإنها ظاهرة في الشرك. وهكذا كل مبطل يحتج بآية أو حديث صحيح على قوله الباطل، فلا بدَّ أن يكون فيما احتج به حجة عليه" (٥).


(١) انظر تفسير السعدي ص ٤٦.
(٢) تفسير السعدي ص ٢٦٩.
(٣) تفسير السعدي ص ٨٠١.
(٤) تفسير السعدي ص ٣٣٩.
(٥) تفسير السعدي ص ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>