والأخلاقية والدينية والعلمية والسياسية التي يتخبط فيها العالم الإسلامي (١).
كان الشيخ - رحمه الله - يقضي يومه بإلقاء الدروس من بعد صلاة الفجر حتى صلاة العشاء، وأكثر ما اشتهر به درس التفسير الذي كان يلقيه بعد صلاة المغرب حتى صلاة العشاء، وبعد صلاة العشاء يدخل حجرته في المسجد ليأتيه الناس للفتوى ولحل بعض مشكلاتهم.
استمر في دروس التفسير إلى أن ختم القرآن تفسيرًا ودراسة في خمس وعشرين سنة، يقول الشيخ الإبراهيمي:"أتم الله نعمته على القطر الجزائري بختم الأستاذ عبد الحميد بن باديس لتفسير الكتاب الكريم درسًا على الطريقة السلفية، وكان إكماله إياه على هذه الطريقة في خمس وعشرين سنة متواليات مفخرة لهذا القطر" وقد احتلفت قسنطينة احتفالًا عظيمًا بهذه المناسبة، وأقبلت الوفود من كل جهات القطر لتحضر درس ختم التفسير وحفل التكريم.
ومع أن الشيخ قد ختم تفسير القرآن العظيم تدريسًا، إلا أنه لم ينشر له إلا القليل من التفسير، فقد كان يفسر في مجلة الشهاب عام ١٩٢٥ على شكل افتتاحيات تحت عنوان "مجالس التذكير من كلام الحكيم الخبير"، "ثم أعيد نشر هذا التفسير مع إضافات من قبل محمد الصالح رمضان، وتوفيق محمد شاهين عام ١٩٦٤، ثم طبع مرة أخرى سنة ١٩٧١ م بعد أن زيدت عليه شروحات وتعليقات تتعلق بحياته ونشأته وآراء بعض الباحثين فيه.
يقول الدكتور عماد محمود عبد الكريم "كان رحمه الله يعطي أكثر من عشرة دروس يومية، وفي أغلب الأحيان كان ينتقل بين البلدان مفتشًا في مدارس الجمعية مشرفًا على نظام السير فيها، وحضر مرة الشيخ ابن باديس افتتاح مدرسة في نواحي بسكرا، في جنوب الجزائر، وقامت طفلة تدعى "ثومة"، ترحب به، فقالت: "أحييك يا ابن باديس بلغة القرآن، وبلغة الأدباء والأجداد، وأعاهدك باسم كل