للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النفث والمنفوث:

والنفث إخراج الهواء من الفم مدفوعًا بالنفس بدون بصاق، أو مع قليل منه تتطاير ذراته وهو دون التفل.

والنفث وإن كان عامًّا لكنه اشتهر فيما يفعله السحرة، يعقدون خيطًا ويتمتمون عليه برقى معروفة عندهم، وينفثون على عقدة منه بقصد إيصال الشر من نفوسهم الخبيثة إلى نفس المسحور، وما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله.

وما أمرنا الله بالاستعاذة من شره إلا لأنه يؤثر في بعض النفوس القابلة للتأثر به حاشا النفوس المعصومة، كنفوس الأنبياء فإن شرور الدنيا وأسواءها لا تعدو أبدانهم إلى أرواحهم.

سحر الرسول:

ولا يتعاصى على هذه القاعدة ما ورد في سحر لبيد بن الأعصم اليهودي، لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وما يوهمه لفظ الرواية، فإن ذلك كله لا يخرج عن التأثر البدني (١).

الاعتقاد الصحيح:

نفث الشر والخير:

ونحن نعتقد دينا أن تأثير المؤثرات هو من وضع الله وحده.

ونقطع علمًا وتجربة أن للقوى النفسية تأثيرًا أعظم من تأثير القوى الجسمانية.

وأن من مظاهر هذا التأثير النفساني تأثير العين في المعيون، وتأثير التنويم في المنوم.

وأن التأثير والتأثر النفسانيين، يختلفان باختلاف النفوس الفاعلة والمنفعلة قوة وضعفًا.


(١) والقول بالتأثير البدني قول حسن في التوفيق بين القائلين بجواز تأثير السحر على الأنبياء: أولًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>