للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حقيقة النفث إذن:

وتبين لنا أن كل نفس تنفث ما وقر فيها.

وأن النفث إيصال للقوة الروحانية إلى ما يراد وصول الأثر إليه، وهي دليلنا على ما أسلفنا من أن في النفث خيرًا وشرًا، ولولاها لما كان النفث إلا من فعل السحرة.

والنفوس إذا استفزها شيء من ملابستها، تتفشى فيها الروحانية وتضطرب، فكأنها بذلك النفث تنفض جزءًا من روحانيتها على نفس أخرى، أو على بدن.

وكأن تحريك اللسان بقراءة أو غيرها إثارة لتلك الروحانية، واستدعاء لها، حتى تتصل بالريق الذي ينفث، كما يتصل السيال الكهربائي بشيء مادي.

وقد علمنا أن السحرة لا ينفثون نفثًا مجردًا، بل يغمغمون برقى شيطانية وأسماء أرواح خبيثة.

شاهد آخر للنفث:

ومن الشواهد لنفث الريق، ما أخرجه مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها:

"أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كان إذا اشتكى الإنسان الشيء منه، أو كانت به قرحة، أو جرح، قال النبي بإصبعه هكذا: (تعني وضعها على الأرض كما فسرها سفيان بالعمل) ثم رفعها، وقال:

بسم الله تربة أرضنا بريقة بعضنا ليشفى به سقيمنا بإذن ربنا".

(بعد رواية الأستاذ لهذا الحديث، سكت لحظة كمن يستجمع خواطره، ثم اندفع فقال ما معناه بتوسع) (١):

تفسير القرآن:

إن القرآن كتاب الدهر ومعجزته الخالدة، فلا يستقل بتفسيره إلا الزمن. وكذلك


(١) ما بين القوسين من كلام العلامة البشير الإبراهيمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>