للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى: {مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ}.

ولما كان الموسوسون فريقين (١) متعاونين على الشر، ذكرهما الله تعالى في مقام الاستعاذ من شر الوسوسة، ليلتئم طرفا الكلام، ويحصل التقصي الوصفي المستعاذ به والمستعاذ منه.

أقسام الشياطين:

وقد قسم القرآن الشياطين، وهم القائمون بوظيفة الوسوسة إلى قسمين:

شياطين الإنس، وشياطين الجن. وذكر بعضهم يوحي إلى بعض زخرف القول. وشيطان الجن ميسر للشر. فكل من يعمل عمله من الإنس فهو مثله. ومن شياطين الإنس بطانة السوء، وقرين السوء.

القرين:

وورد في الآثار أن لكل إنسان قرينًا من الجن. وقال تعالى:

{وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} [الزخرف: ٣٦].

{وَقَيَّضْنَا لَهُمْ قُرَنَاءَ} [فصلت: ٢٥]. وهو من باب توزيع الجمع على الجمع: أي لكل واحد قرين.

النجاة من القرناء:

فهذا الإنسان الضعيف يلازمه قرين من الجن، ثم لا يخلو من قرين أو قرناء من الإنس، يزينون له ما بين يديه وما خلفه، ويصدونه عن ذكر الله.

فماذا يصنع؟

ما عليه إلا أن يلجتيء إلى الله، ويستعيذ به ويتذكر، فإنه لا يؤخذ وهو ذاكر مستيقظ، وإنما يؤخذ إذا كان غافلًا، قال تعالى:


(١) الجنة والناس.

<<  <  ج: ص:  >  >>