للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبعضهم وقف عند قوله "محضرًا" ثمَّ استأنف "وما عملت من سوء تودّ لو أن بينها وبينه أمدًا بعيدًا" فعلى الأوّل يكون قوله "وما عملت من سوء" معطوفًا على قوله "ما عملت من خير". ويكون قوله (تودّ) كلامًا مستأنفًا أو جملة حاليّة.

وعلى الثاني يكون قوله "وما عملت من سوء" مبتدأ خبره "تودّ". والذي يتفق مع جزالة النظم ويرجحه المعنى الأوّل لأنَّ الله تبارك وتعالى يبيّن أن كل إنسان سيجد ما عمل من خير أو شرّ.

خامسًا: قال تعالى: {فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا} [القصص: ٢٥] وقف الأكثرون عند قوله "على استحياء" ووقفت فئة عند قوله "تمشي" فعلى الأوّل يكون المشي على الاستحياء، وفي الثاني يكون القول على الاستحياء، وكلاهما خير للمرأة، لأنَّ سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "الحياء خير كلّه. والحياء لا يأتي إلا بخير" (١).

سادسًا: قال تعالى: {فَلَا يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنْتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الْغَالِبُونَ} [القصص: ٣٥] وقف الأكثرون عند قوله "إليكما" فيكون المعنى: إن لكما الغلبة بما أكرمناكما به من آيات لا بالكثرة ولا بالقوّة ويجوز الوقف عند قوله "بآياتنا" ثمَّ يُبْتدأ "أنتما ومن اتبعكما الغالبون" ويكون المعنى: إنَّ عدم وصولهم إليكم وتمكّنهم منكم بقدرة الله وآياته.

سابعًا: قال تعالى في سورة الفتح في وصف الصحابة رضوان الله عنهم وعليهم: {ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ} [الفتح: ٢٩].

حيث وقف بعضهم عند قوله تعالى: {فِي الْإِنْجِيلِ} فيكون المثل واحدًا


(١) أخرجه الإمام مسلم في كتاب الإيمان رقم (٦٠، ٦١) [ج ١ ص ٦٤].

<<  <  ج: ص:  >  >>