للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد قال تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الإسراء: ١٥].

رابعًا: قال تعالى: {وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ} [القصص: ٢٣] ذكر أكثر المفسّرين أن الشيخ الكبير هو شعيب - صلى الله عليه وسلم - وهذا قول يصعب أن يقام عليه دليل فلو كان الشيخ الكبير شعيبًا لنوّه القرآن أو أشار إلى شيء من ذلك. ولهذه المسألة موضع آخر (١).

خامسًا: قال تعالى: {وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} [النساء: ١٥٩] المشتهر في تفسير هذه الآية أنها تدل على نزول المسيح عليه السلام.

ومع أن هذا القول قد رجحه الإمام الطبري، إلا أن ما يرجحه كثير من المفسرن - ونميل إلى هذا الترجيح - أن الضمير في قوله تعالى: {قبل موته} لا يرجع إلى المسيح عيسى عليه السلام، بل إلى الكتابيّ نفسه أي وما من أحد من أهل الكتاب إلا ليؤمنن بالمسيح عليه السلام إيمانًا صحيحًا، أي يؤمن بأنه رسول ليس إلهًا، (قبل موته) أي قبل موت هذا الكتابي، وذلك لما ورد في الأحاديث الصحيحة من أن الإنسان عند موته يرى منزلته، أمن أهل النار هو أم من أهل الجنة؟ وسيدرك في هذه اللحظة أن المسيح إنما هو رسول من رسل الله، فمعنى الآية إذن: كل واحد من أهل الكتاب سيعرف حقيقة المسيح عليه الصلاة والسلام عندما تحضره الوفاة.

سادسًا: قال تعالى في سورة طه: {قَال فَمَا خَطْبُكَ يَاسَامِرِيُّ (٩٥) قَال بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا بِهِ فَقَبَضْتُ قَبْضَةً مِنْ أَثَرِ الرَّسُولِ فَنَبَذْتُهَا وَكَذَلِكَ سَوَّلَتْ لِي نَفْسِي} [طه: ٩٥ - ٩٦].


(١) ينظر التفصيل في "قصص القرآن الكريم" للمؤلف.

<<  <  ج: ص:  >  >>