للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بل إن الرازي ذكر قبل ذلك أن العاقل ينبغي أن يكون سعيه في تقديم الأهم على المهم، فالتفاخر بالمال والجاه والأعوان والأقرباء تفاخر بأخس المراتب من أسباب السعادات، والاشتغال به يمنع الإنسان من تحصيل السعادة النفسانية بالعلم والعمل، فيكون ذلك ترجيحًا لأخس المراتب في السعادات على أشرف المراتب، وذلك يكون عكس الواجب ونقيض الحق، فلهذا السبب ذمهم الله تعالى فقال "ألهاكم التكاثر" ويدخل فيه التكاثر بالعدد وبالمال وبالجاه والأقرباء والأنصار والجيش، وبالجملة فيدخل فيه التكاثر بكل ما يكون من الدينا ولذاتها وشهواتها" (١).

وعجيب ما قالته .. وإنه -ويعلم الله- مستنكر مستغرب، حيث ادّعت أنّ لفظ التكاثر يشمل ما هو خير وطاعة، وهذا أمرٌ لا يقوله صبية المكاتب، فأولًا: قوله سبحانه "الهاكم" يدلّ على أنه خاصّ بالأمور المذمومة.

ثانيًا: سياق السورة الكريمة يدلّ على التقريع والذمّ.

ثالثًا: ما جاء بعد هذه الآية الكريمة من الردع والزجر في قوله {كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ} وما بعده. رحم الله بنت الشاطئ. لقد حاولت ما استطاعت أن تنال من المفسرين فوقعت في طين لازب ونسيت أن لحوم العلماء مسمومة.

٤ - عند قوله تعالى: {لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ} [التكاثر: ٥] تذكر الكاتبة أنها لا تطمئن إلى تفسير اليقين هنا، . وفي قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: ٩٩] بالموت والبعث، وتذكر أن الطبري يؤثر أن يكون المقصود البعث وليس الموت، وأن الرازي سكت فلم يرجح قولًا، مع أن الرازي ذكر في تفسير اليقين قولين، جعل الثاني منهما الموت والبعث


(١) الرازي (٣٢/ ٧٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>