للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي كتابها الإعجاز البياني تقول: "وقد اتجه بها -الواو- المفسرون أو جمهرتهم فيما أعلم إلى تعظيم المقسم به ثم مضوا يلتمسون وجه العظمة في كل ما تلا الواو، وأكثر ما ذكروه من ذلك يدخل في الحكمة وهي تختلف تمامًا عن العظمة ... " (١).

" .. ثم إنهم غالبًا لم يراعوا القيد في المقسم به، ففى الضحى مثلًا تحدثوا عن عظمة الضياء، وليس مقصورًا على وقت الضحى، بل لعله في الظهيرة أقوى ...

وفي الليل إذا سجى تحدثوا عن عظمة الليل مطلق الليل، وهي في الآية مقيدة بـ {إِذَا سَجَى} وجاء في آيات أخرى مقيدًا بـ {إِذَا عَسْعَسَ}. و {إِذَا يَغْشَى} , و {إِذَا يَسْرِ}، و {إِذْ أَدْبَرَ}.

وفي آية النجم تحدثوا عن عظمة النجم، وهو في الآية مقيد بـ: {إِذَا هَوَى}.

واضطروا كذلك في ربط القسم بهذه الواو، بجواب قسمه: فأين الصلة بين عظمة العاديات ضبحًا، وبين كنود الإنسان لربه، وبعثرة ما في القبور؟ وما معقد الصلة بين عظمة الليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وبين: {إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى}؟ أو بين عظمة {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى} و {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى}؟

وقيل ذلك كله، ما السر البياني لهذا البدء بواو القسم؟ وهل كان العربي الأصيل في عصر المبعث لا يجد فرقًا بين الآيات: والضحى، والليل إذا سجى، والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى، والنجم إذا هوى وبين مألوف التعبير بصريح القسم: أقسم بالضحى وبالليل إذا سجى وأقسم بالنجم إذا هوى؟

إن التعظيم الذي لفتهم من واو القسم يتحقق مثله بصريح لفظ القسم، فهل العدول عن: (أقسم بالنجم) إلى (والنجم) لا يعطي أي ملحظ بياني؟ " (٢).

" ... وهم قد ذكروا في القسم بالليل والنهار مثلًا ... وحمّلوا الآيات من


(١) ص ٢٢٦.
(٢) ص ٢٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>