ومن مجاز ما جاء لفظه لفظ الواحد الذي له جماع منه، ووقع معنى هذا الواحد على الجميع قال:{نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا}[الحج: ٥]، في موضع، أطفالًا. وقال:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[الحجرات: ١٠]، فهذا وقع معناه على قوله:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا}[الحجرات: ٩]، وقال:{وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا}[الحاقة: ١٧]، في موضع: الملائكة.
ومن مجاز ما جاء لفظه لفظ الجميع الذي له وأحله منه، ووقع معنى هذا الجميع على الواحد قال:{الَّذِينَ قَال لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ}[آل عمران: ١٧٣]، والناس جميع، وكان الذي قال رجل واحد {أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ}[مريم: ١٩]، وقال:{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ}[القمر: ٤٩]، والخالق الله وحده لا شريك له.
ومن مجاز ما جاء لفظه لفظ الجميع الذي له واحد منه، ووقع معنى هذا الجميع على الاثنين قال:{فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ}[النساء: ١١] فالأخوة جميع، ووقع معناه على أخوين، وقال:{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ}[الحجرات: ١٠]، وقال:{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا}[المائدة: ٣٨] في مواضع يديهما.
ومن مجاز ما جاء لا جماع له من لفظه، فلفظ الواحد منه ولفظ الجميع سواء قال:{حَتَّى إِذَا كُنْتُمْ فِي الْفُلْكِ}[يونس: ٢٢]، والفلك جميع وواحد، وقال:{وَمِنَ الشَّيَاطِينِ مَنْ يَغُوصُونَ لَهُ}[الأنبياء: ٨٢] جميع وواحد، وقال:{فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ}[الحاقة: ٤٧] جميع وواحد.
من مجاز ما جاء من لفظ خبر الجميع المشرك بالواحد الفرد على لفظ خبر الواحد قال الله:{أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا}[الأنبياء: ٣٠] جاء فعل السماوات على لفظ الواحد لما أشركن بالأرض.