للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانيهما: تفويض الأمر فيه إلى حكمة الله تعالى وعلمه (١).

جـ - وعند تفسير قوله تعالى: {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام: ١٢٥] من سورة الأنعام، يعقد فصلًا طويلًا يتكلم فيه عن الموضوعات التالية: - منشأ خلاف الفرق في الخلق والتقدير والجبر ... التوفيق والخذلان واختيار الإنسان ... الرد على المتكلمين كالجبرية والقدرية ... مناظرة الأشعري لشيخه الجبائي. رد الرازي على أبي الحسن البصري، تنابز الأشاعرة والمعتزلة بالألقاب، نظريات المتكلمين ومذهب السلف، الوجوب على الله، مذهب المعتزلة في الوجوب وتشويه الأشاعرة له، نقل المخالف مناظرة الأشعري للجبائي، علم الكلام بدعة عند السلف، المذهب الوسط بين القدرية والجبرية، القول الوسط في مسألة الحسن والقبح. مسألة أفعال العباد وأفعال البارى. سؤال العباد ربهم عن أفعاله وأحكامه، ترتب الجزاء على العمل بعدل الله وفضله، رد نظريات في مناظرة الأشعري للجبائي. سنن الله وقدره في الأعمار والأعمال. تضليل متعصبي الفرق بعضهم بعضًا بلازم المذهب.

ثم يقول في آخره: (وجملة القول أن كلا من الفريقين قصد تنزيه الله تعالى عما لا يليق به، ووصفه بالكمال الذي لا يعقل معنى الألوهية والربوبية بدونه، فبالغ بعضهم في الإثبات، وبعضهم في النفي، والوسط بين ذلك، وقول الرازي وأمثاله من غلاة الأشعرية في هذا المقام، أبعد عن الصواب وعن


(١) أطال الشيخ الكلام في هذه المسألة، ونقل كثيرًا عن ابن القيم، وتبعه فيما ارتآه، مع أن الأستاذ أبا زهرة، ذكر في بحث له عن العقيدة في القرآن، كتبه لمجمع البحوث، أن ابن القيم رجع عن قوله هذا في عدم خلود النار. وعجبًا من الشيخ رشيد -رحمه الله- ينعى على العلماء ما ذكروه من آراء لا تعجبه، ويصفهم بالمقلدين، وها هو يقلد ابن القيم في قوله بعدم خلود أهل النار مع أن إجماع العلماء غير هذا، وما أجمل أن يكون الإنسان متزنًا في حبه وبغضه. نسأل الله أن يمنّ علينا يالسداد في الرأي إن ربي قريب مجيب، إن ربي سميع الدعاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>