للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبالصلاة والزكاة والصيام ... والبر والصلوات للأرحام

ويزع [ (١) ] الناس عن الآثام ... [مستعلن في البلد الحرام] [ (٢) ]

فقلت: واللَّه ما أراه إلا أن يرادني، ثم مررت بهاتف الضماد [ (٣) ] وهو يهتف من جوفه فقال:

ترك الضماد [ (٣) ] وكان يعبد وحده ... بعد الصلاة مع النبي محمد

إن الّذي ورث النبوة والهدى ... بعد ابن مريم من قريش مهتد

سيقول من عبد الضماد ومثله ... ليت الضماد [ (٣) ] ومثله لم يعبد

فاصبر أبا حفص فإنك لا مردّ ... يأتيك عزّ غير عزّ بني عدي

لا تعجلن فأنت ناصر دينه ... حقا يقينا باللسان وباليد

وتظهر دين اللَّه إن كنت مسلما ... وتسطح بالسيف الصقيل المهنّد

جماجم قوم لا يزال حلومها ... عكوفا على أصنامها بالمهنّد

قال عمر: فو اللَّه لقد علمت أنه أرادني، فجئت حتى دخلت على أختي، وإذا خبّاب بن الأرتّ عندها، وزوجها سعيد بن زيد، فلما رأوني ومعي السيف


[ (١) ] في (خ) : «ويزعر» ، وما أثبتناه من المرجع السابق، وهو حق اللغة.
[ (٢) ] هذا العجز من (المرجع السابق) : ١٧/ ١١٧، وهي مذكورة عقب قصة أخرى في الحديث رقم (٦٤) ، وهي: حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن قال: حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة، حدثنا المنجاب قال: حدثنا أبو عامر الأسدي عن ابن خرّبوذ المكيّ عن رجل من خثعم قال: كانت العرب لا تحرّم حلالا، ولا تحلّ حراما، وكانوا يعبدون الأوثان، ويتحاكمون إليها، فبينا نحن ذات ليلة عند وثن جلوس وقد تقاضينا إليه في شيء قد وقع بيننا أن يفرق بيننا، إذ هتف هاتف وهو يقول:
يا أيها الناس ذوو الأجسام ... ما أنتم وطائش الأحلام
ومسندو الحكم إلى الأصنام ... هذا نبيّ سيد الأنام
أعدل في الحكم من الحكام ... يصدع بالنور وبالإسلام
ويزع الناس عن الآثام ... مستعلن في البلد الحرام
قال: ففزعنا وتفرقنا من عنده، وصار ذلك الشعر حديثا، حتى بلغنا أن النبي صلى اللَّه عليه وسلّم قد خرج بمكة، ثم قدم المدينة، فجئت فأسلمت.
قال السيوطي في (الخصائص) : ١/ ٢٦٥: وأخرجه الخرائطي وابن عساكر.
[ (٣) ] الضماد: كما في (القاموس) ، (أساس البلاغة) ، (اللسان) : هو أن تصادق المرأة اثنين أو ثلاثة في القحط، لتأكل عند هذا وهذا لتشبع، ولم أدر المقصود بها في سياق الباب، ولعله اسم لصنم كان يعبد من دون اللَّه قبل بعث النبي صلى اللَّه عليه وسلّم.